نعم كانت مباراة قوية ورائعة وحماسية وصعبة ونهائياً نموذجياً لكأس خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان) من كل النواحي. الهلال لعب أفراده بشكل أكثر من جيد في شوطي المباراة الأصليين، وتقاسم مع النصر الشوطين الإضافيين، ولم يظهر فريق النصر سوى في الشوط الإضافي الأول فقط، وكان الهلال الأقوى والمرعب والأعلى كعباً، وقد عاد ليدرك التعادل في وقت قاتل وثمين، وبعد أن كان النصر متقدماً بهدف عاد الأزرق ولم يتبقَّ سوى دقيقة من النهاية، واستحق الثناء حتى من النصراويين أنفسهم؛ لأن خصمهم لعب بشكل جيد، وكان هو الأخطر دائماً؛ فالفريق الأصفر مع بدء المباراة لعب مدافعاً، وحافظ على نصف ملعبه لإيقاف انطلاقة لاعبي الهلال، وكانت لديهم صعوبة في الهجوم بسبب ضعف خط الوسط الذي دانت فيه السيطرة للنجم (كريركي) ورفاقه، وتفوق الأزرق عددياً، سواء في خط الوسط أو في وجود أكثر من لاعب في منطقة الجزاء النصراوية، واستحق الفوز، وقد عاد الزعيم كعادته؛ فشمس بطولاته لا تغيب، وهو يثبت من موسم إلى آخر أنه ثابت لا يتغير، وكل الأندية السعودية مستواها غير ثابت ومتذبذب إلا (الزعيم)؛ فاستراتيجيته (الثبات). هو الفريق الوحيد الذي حقق كل الألقاب والكؤوس المحلية، ولم يهتز مطلقاً منذ أن أسسه الراحل (ابن سعيد). هو ناد (مختلف) كلياً. هذه حقيقة فالمحايدون وحتى الخصوم يقولون ذلك. هو الفريق الأفضل والأقوى والأجمل على حد قول زميلنا الجميل (مصطفى الأغا). الهلال هو الفريق الأكثر قوة واستقراراً دفاعياً، والأخطر هجومياً، والنادي المحلي الوحيد الذي لديه (ثقافة الفوز)؛ لذا نراه دائماً ما يحول تأخره في المباريات إلى فوز مستحق. هذا أسلوبه وطريقته، وأعتقد أن لا فريق سعودياً يستطيع مجاراته لا (الآن) ولا (مستقبلاً). والسؤال الذي يحير خصومه: من الذي يمنحه هذا الثبات؟ الجواب بالطبع (الثقة) المتولدة من (المهنية الإدارية) المتمكنة، وجلب وإعداد (المواهب الكروية) التي يزخر بها الفريق؛ لذا أبداً (ترفع) له القبعة؛ فأداؤه قوي، ولعبه جماعي وممتع أبداً، هو هكذا الزعيم الهلالي. ** أود هنا أن أهنئ مدرب الهلال (جورجيوس) الذي أثبت أنه مدرب متمكن ورائع، خاصة بإدخاله النجم (الشلهوب) الذي ساهم في فوز الهلال بتمريراته الذكية التي نتج منها هدف التعادل الثمين.