ربما لا تحظى خنفساء الروث، التي يطلق عليها هذا الاسم لأنها تتغذى على البراز، بأسلوب حياة جذاب، ولكنّ عالمًا بيئيًا في ألمانيا أعرب عن اعتقاده أنها ضرورية من أجل عالم صحي. وقال يورن بوزه وهو باحث في معمل تحليل النظام البيئي بجامعة كوبلنتس-لانداو: إنه أعاد مؤخرًا استكشاف فصيلتين نادرتين من هذه الحشرة في أحد المراعي القريبة من معمله. وحث بوزة المزارعين الألمان على وضع أبقارهم في المراعي خلال فصل الشتاء بدلاً من إبقائها في الحظائر الدافئة. وأرجع السبب وراء ذلك إلى أن خنافس الروث بفصائلها المختلفة التي تعيش في التربة تحتاج على مدار العام إلى إمدادات الروث التي توفرها الماشية. واستشهد بوزه بخمسة أسباب لأهمية خنفساء الروث البالغة بالنسبة للبيئة: فهي تعيد تدوير المغذيات وتساعد في تهوية التربة ونشر البذور وإزالة الطفيليات وتعزز نمو النبات. ويحتوى براز الحيوانات على الكثير من المغذيات مثل النيتروجين الذي تستفيد منه النباتات. غير أن الكثير من هذه المغذيات تتطاير في الهواء في حال ترك الروث على الأرض لفترة طويلة. وقال بوزه: إن «خنافس الروث تغلق هذه الفجوة في دورة المغذيات» عن طريق دفن الروث سريعًا في التربة، وبدون دورة المغذيات هذه سوف تموت التربة في غضون عقود قليلة». ثم هناك الطفيليات الضارة التي تعيش القنوات الهضمية لحيوانات المراعي وروثها، وينبغي دفن الروث سريعًا للحيلولة دون انتشار هذه الطفيليات. كما أن تعزيز نمو النباتات هي مجال آخر تتألق فيه خنافس الروث. وقال بوزه: إن الاختبارات المعملية التي تقارن نمو النبات من دون سماد اعتمادًا على وجود الروث وخنافس الروث أظهرت بانتظام أن النظام البيئي الذي يضم الخنافس يتسم بأنه أكثر إنتاجية. وأوضح قائلاً: إن السبب في ذلك يرجع إلى أن الخنافس تجلب المغذيات إلى التربة وتقوم بخلطها.