بالعودة إلى ما أشرتُ إليه قبل أيام، عن قضية انتحال الشخصية الوهمية سارة إبراهيم، طفلة السرطان، والتي تمَّ من خلالها استغلال عواطف معظم شرائح الرأي العام، فلقد شدّني ما ذكره المحامي محمد التمياط، بأن المنتحل ارتكب جريمة تندرج تحت «الجرائم المعلوماتية»؛ ما يعني أنه قد يُواجه حكمًا بالسجن يصل إلى 3 سنوات وتغريمه مليوني ريال، حال ثبوت ارتكابه الواقعة. وفي حديث لجريدة «الشرق»، أكَّد التمياط بأن المادة الرابعة من نظام الجرائم المعلوماتية تنصُّ على: «يُعاقب بالسجن مدةً لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامةٍ لا تزيد على مليوني ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية، بالاستيلاء لنفسه أو لغيره على مال منقول أو على سند، أو توقيع هذا السند؛ وذلك عن طريق الاحتيال أو اتخاذ اسم كاذب أو انتحال صفة غير صحيحة». إنَّ أكبر جريمة ارتكبها هذا الذئب في نظري، هي تشويه صورة ما يمكن أن نُطلِق عليه «المريض الملهِم» في ثقافة وسائل الإعلام الجديد. فكم من طفلةٍ وامرأة ورجل، ظلّوا رموزاً لرواد ساحة تويتر وفيسبوك، يستمدون منهم الإيمان بالله والصبر على ابتلائه والإصرار على مواصلة الحياة بكل قوة وعنفوان وأمل وتفاؤل؛ ما ذنب هؤلاء ليقوم مجرمٌ معلوماتي بتدمير صورتهم الرائعة لدى مختلف أطياف ساحات التواصل الاجتماعي؟! ما ذنبهم ليصدَّ الناس عنهم، ويصير الشك والريبة عنوان النظرة إليهم؟! آمل أن نكون أقوى من الجريمة ومن مرتكبيها، وأن نعزز ثقتنا بالمرضى الذين ظلوا علامات مضيئة، نستمد منها النور.