سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: كتبتم موضوعاً بعنوان (بين مؤتمر الرياض ومؤتمر جنيف) نشرته جريدة الجزيرة على الصفحة الأولى بالعدد(15589) في 12-8-1436ه الموافق 30 -5-2015م وهذه المقالة التي كتبها سعادتكم أشارت باختصار إلى الأمل بأن يتحول مؤتمر الرياض المتفق عليه من الإخوة اليمنيين أنفسهم إلى مرحلة التطبيع والتطبيق الفعلي ولاسيما وأن هذا المؤتمر اليمني الخالص اعتمد على مرجعيات منها المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن ذي (2216) وقرار القمة العربية بشأن اليمن وقد تساءل سعادتكم عن قيمة الدعوة إلى مؤتمر في جنيف للحوار حول اليمن إلى آخر ما ذكرتموه في هذا الشأن ومن وجهة نظري أن مقالة سعادتكم يجب أن يتأملها اليمنيون ويفهموا مضمونها؛ لأنها صادرة من أخ محب يريد الخير لإخوته في اليمن السعيد ولا يريد التقاتل والتخاصم والانقسام لأبناء الوطن الواحد ويريد أن تنتهي هذه الفتنة بأسرع وقت وهذا الشعور والإحساس هو إحساس وشعور كل محب للأخوة في اليمن الحبيب. سعادة الأستاذ خالد: أكاد أجزم أن مؤتمراً يعقد في جنيف سيكون مضيعة للوقت والجهد وتخريب جميع الجهود العربية التي بذلها الخليجيون والعرب وتدمير مؤتمر الرياض الذي حضره أكثر من (400) شخصية يمنية مهمة واتفقوا في مؤتمر الرياض على وضع حد لمشكلاتهم. وحقيقية الأمر وجوهره ليس هناك حاجة لمؤتمر يعقد في جنيف، وإنما الحاجة الماسة والضرورية هي تحقيق وتفعيل الاتفاق الذي وقعه اليمنيون في مؤتمرهم بالرياض والمرجعيات التي استند عليها مؤتمرهم. من الضروري؛ بل من المهم أن يتحرك اليمنيون أنفسهم لإنقاذ وطنهم من هذه الفتنة الظالمة وهذا القتال الأحمق. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينوب عنهم أحد في إنقاذ وطنهم كائن من كان لا مجلس الأمن ولا غيره؛ لأن القضية يمنية وأهل مكة أدرى بشعابها، واليمنيون أنفسهم هم الذين يستطيعون أن يوقفوا الحوثي والمخلوع عن جرمهما بحق اليمنيين. واليمنيون أنفسهم هم الذين يستطيعون أن يقنعوا أصحاب الأهداف الشريرة بأن تحقيق الشر للجيران لا يمكن أن يكون على جثث اليمنيين. ولا شك أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بذلت ما في وسعها وأدت حق الجوار وحق النجدة مستندة بهذا العمل على الشريعة الإسلامية ومستعينة بالله سبحانه وتعالى ثم بدول التحالف لنصرة الأشقاء في اليمن؛ وستظل وفية مخلصة لأبناء اليمن الشقيق وعاصفة الحزم وإعادة الأمل دليل على قيامها بما تستدعيه النجدة والأخوة ولكن مع ما بذلته المملكة وتبذله تبقى المهمة الكبرى على أهل اليمن أنفسهم. أرجو أن يعرف الحوثي والمخلوع بأن الأهداف الشريرة لا يمكن أن يصلوا إليها عن طريق إذلال اليمنيين ودفعهم إلى قتال أخوة لهم سواء كانوا من أهل اليمن أو من جيرانهم أهل الخليج العربي. أرجو أن يعرف الحوثي والمخلوع أن حربهم لا يوجد فيها رابح ويجب أن يحترم الدم العربي ولا يسفك في هذه الحرب المجنونة التي لا تستند على شرعية دينية ولا أخلاقية. أنه من المؤسف جداً أن يقتل اليمني أخاه اليمني من أجل تحقيق أهداف شريرة أو تحقيق أهداف انتقامية أو مادية وعسى أن لا يتحقق من هذه الأهداف شيء وعلى الباغي تدور الدوائر ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وحافر حفرة السوء يقع فيها. وخلاصة موضوعي هذا من المهم أن يقوم الإخوة اليمنيون بتطبيق وتفعيل ما اتفقوا عليه في مؤترهم بالرياض وأن يعلنوا للعالم عدم الحاجة لمؤتمر يعقد في جنيف؛ لأن ما اتفقوا عليه اليمنيون بالرياض يحقق الحرية والسلام لشعب اليمني ووفق الله الجميع لما فيه الخير والإصلاح.