أعادت الأندية السعودية الثلاث ،التي تحمل لواء الممكلة في بطولة دوري أبطال آسيا، نشر الفرح من جديد في أوساط الشارع الكروي المحلي هناك، وذلك بعد فترة غابت فيها عقب إخفاق المنتخب السعودي في التأهل للدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2014. تأهلت أندية الهلال وإتحاد جدة والأهلي للدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا، وباتت الأحلام أكبر وأكبر. التأهل لنصف النهائي ومن ثم بلوغ النهائي هو الطموح الجديد حاليا لدى الأندية وعشاقها، ولن يكون بغريبا عليها أن تضع استعادة اللقب الغالي هدفا لها. موقع FIFA.com يأخذكم في إطلالة على مشوار الأندية السعودية وكيف إجتازت حاجز الدور الثاني نحو ربع النهائي. سباعية الهلال نجح الهلال في ختم موسمه على خير ما يرام، فبعد عثرات "محلية" حيث خسر لقب الدوري وتخلى عن بلوغ نهائي الأبطال واكتفى بلقب كأس ولي العهد، أثبت الهلال أن وجهه الآسيوي مغاير تماما. فخارجيا تمتع الفريق بالقوة اللازمة والأهم النجاعة التي منحته الانتصارات، فقد تصدر الفريق المجموعة الرابعة بفضل ثلاثة انتصارات متتالية أهمها العودة من طهران بالنقاط الكاملة على حساب منافسه القوي بيروزي. بعد أن تربع على القمة كسب الهلال فرصة اللعب على أرضية ميدانه في الرياض عند استضافة بني ياسي الإماراتي. وكونها مباراة وحيدة قد تحمل الكثير من المفاجآت، استخرج الهلال كامل طاقته و"فجرها" بطريقة رائعة "ألهبت" المدرجات، فقد طرق "الزعيم" مرمى ضيفه دون رحمة وهز الشباك سبع مرات ليحقق انتصارا تاريخيا (7-1). بدا الهلاليون مصممون على "ضرب" أكثر من عصفور خلال هذه المباراة، وقد حققوا بالفعل ما أرادوا. حيث يؤكد أحد النجوم المهمين وأبرز صنّاع اللعب في الفريق الأزرق، أحمد الفريدي ذلك "هذه أفضل مباراة هذا الموسم، لقد قدمنا أداء مميزا وفرضنا أسلوبنا وصنعنا العديد من الفرص وترجمنا منها سبعة أهداف. إنها نتيجة رائعة للغاية، نأمل الاستمرار على هذا النسق وأن نتعمّق أكثر في البطولة الآسيوية". كانت رغبة لاعبي الهلال كبيرة في مصالحة جماهيرهم وإنهاء الموسم بأفضل ما يمكن للعودة بقوة في الموسم الجديد، وهو ما أكده القائد أسامة هوساوي الذي سيترك الهلالمحترفا مع أندرلخت البلجيكي "هذه المباراة الأخيرة لي مع الفريق، لقد كانت نهاية رائعة قبل الاحتراف في بلجيكا. بالنسبة للاعبين عقدنا العزم على إنهاء الموسم بشكل فريد، حققنا الفوز بنتيجة كبيرة وأعتقد أن الجميع خرج راضيا، على أمل العودة بشكل قوي الموسم المقبل". في الإتحاد قوة هذا هو حال فريق إتحاد جدة، فبطل المسابقة مرتين متتاليتين من قبل، وجد في البطولة الآسيوية فرصة مثالية للخروج من "دوامة الإخفاقات" المحلية، حيث ظهر "العميد" بالشكل الذي تعود عليه جمهوره ومنافسوه أيضا، وتصدر مجموعته الثانية دون عناء بخمسة انتصارات ودون هزيمة، ولذلك كان صاحب الأرض في دور ال16، ورغم أن منافسه كان بيروزي الإيراني، إلا أن "النمور" سيطروا على اللقاء بشكل شبه كامل، وترجموا سيطرتهم لثلاثية بيضاء أكدت قوتهم القارية. امتلك الإتحاد كافة عناصر الفوز، وتبدو مجموعته وقد وجدت التجانس المطلوب، ولن يكون صعبا على الفريق الحفاظ عليها، وفي حال أراد تعزيز بعض الوجوه المحترفة فلن يكون هذا إلا من باب تعزيز القوى في بعض "النواقص" التي تدركها الإدارة والجهاز الفني. المصري حسني عبد ربه القادم للفريق في فترة الانتقالات الشتوية، قدم عطاء مميزا وساهم في تأهله لربع النهائي. أكد النجم المصري الشهير "أمام بيروزي قدمنا عرضا قويا، لقد تعاهدنا على الفوز لاسعاد الجماهير الكبيرة، هذا تأكيد واضح على عودة العميد لسابق عهده، ونأمل أن نكون بشكل مغاير الموسم المقبل". روح الأهلي أما الأهلي ثالث الممثلين السعودين، فقد كان طريقه صعبا نوعا ما في البطولة، لقد كان الأمر طبيعيا لعشاقة، ذلك أن الفريق نافس حتى "الرمق الأخير" للفوز بلقب الدوري أمام الشباب، ثم ركز قبيل الجولة الأخيرة لدور المجموعات على خوض نهائي كأس الأبطال المحلي أمام النصر وقد توج باللقب مرة ثانية على التوالي. ولذلك لم "يكترث" كثيرا لتحقيق الصدارة في مجموعته الثالثة خصوصا بعد أن ضمن التأهل سابقا رفقة سيباهان الإيراني. احتلاله للمركز الثاني فرض عليه الارتحال نحو أبو ظبي لمواجهة الجزيرة متصدر المجموعة الأولى وصاحب القوى الهجومية "الضاربة". هناك كانت أجمل وأقوى المباريات التي خاضها الفريق السعودي، حيث أظهر رغبته في التأهل من أرض منافسه، فتقدم أولا عبر كاماتشو، وبعد أن تأخر مرتين، أثبت أنه يمتلك الروح القتالية والثقة النفسية في إلغاء فكرة خروجه خالي الوفاض، بفضل مهاجميه الكبيرين العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتو سيموس، وتواصل الأمر حتى عندما اتجهت المباراة لركلات الترجيح وتأخر فيها أيضا قبل أن ينحني الحظ معه ويخرج فائزا بمباراة مثيرة. يقول قائد الفريق وأحد أهم مفاتيح لعبه، تيسير الجاسم " قدمنا مباراة جيدة على أرض منافس عنيد، لقد تعودنا على مثل هذه المباريات خلال الموسم الطويل، فنحن نلعب حتى اللحظات الأخيرة ولم نخضع لليأس أبدا. السر الذي لدينا هو الرغبة الكبيرة في الوصول لأبعد نقطة من هذه البطولة". ترقب القرعة بعد ختام مباريات الدور الثاني، ستترقب كل الأنظار قرعة بقية أدوار البطولة، وتأمل الجماهير السعودية أن لا تحكم عليها القرعة بمواجهات "سعودية- سعودية" على الأقل في ربع النهائي، فقطبا مدينة جدة "الإتحاد والأهلي" وعملاق العاصمة "الهلال" يتطلعون لهدف واحد وهو الوصول للنهائي ومحاولة الحصول على اللقب. ولكن ما يهم السعوديين في الحقيقة أن يكون لقب دوري الأبطال من نصيبهم بغض النظر عن هوية البطل، فمن سيحقق الحلم؟