أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن المخدرات تعاطيًا وترويجًا تشكل خطرًا جسيمًا على سلامة الفرد والمجتمع، وتزداد خطورتها عندما يكون المستهدف الأول فئة الشباب من هذا الوطن الذين هم عماد حاضره وأساس مستقبلة. وقال سموه في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب وزير الداخلية عبدالرحمن الربيعان مساء أمس الأول خلال إطلاقه المشروع الوطني لمكافحة المخدرات «نبراس» وتدشينه المركز الوطني لاستشارات الإدمان «الرشيد 1955»، والوحدة الإعلامية، بمقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالرياض، قال: إن المملكة بذلت جهودًا كبيرة لمواجهة المخدرات ومكافحتها بجميع الوسائل الممكنة بهدف حماية الشباب من مخاطرها ووقايتهم من الوقوع فيها وتحصينهم ضد إغراءات مروجيها ومن يقف وراءهم من الدول والتنظيمات التي تستهدفهم لتعطيل قدراتهم وصرفهم عن خدمة وطنهم وتعريض حياتهم للخطر والضياع. وقال سموه: إن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يضع في مقدمة اهتماماته حماية مجتمع المملكة وصون كرامته وحفظ حقوقه ولذلك فقد كانت مكافحة المخدرات محل اهتمامه رعاه الله من خلال دعم جميع أجهزة مكافحة المخدرات وجميع القطاعات الأمنية والجمركية ولم يقتصر ذلك على الداخل فحسب بل امتد للتعاون مع دول العالم والمنظمات الدولية، في إطار الاتفاقيات الدولية الذي كان نتيجته الإنجازات المتميزة في مجال ضبط كميات كبيرة من المخدرات ومروجيها ونتطلع إلى المحافظة على هذه الفعالية من الأداء وتعاون أفراد المجتمع والمؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية ليشكل هذا الجهد وهذا التعاون درع وقاية لأبناء هذا الوطن من مخاطرها وشرورها المدمرة، والجهود المبذولة في ذلك لا تقتصر على ما يبذله رجال الأمن من تضحيات في المواجهة والمكافحة والمتابعة ومطاردة العصابات والمجرمين بل تستهدف إصلاح من وقعوا ضحية لتعاطي المخدرات لذا فقد أنشئت مستشفيات الأمل، والمؤسسات الصحية والاجتماعية واهتمت الدولة بنزلاء الإصلاحيات من هؤلاء وغيرهم بهدف إعادتهم لأسرهم ومجتمعهم صالحين. وأوضح سموه أن انطلاقة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» بالشراكة مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» تأكيد على أهمية هذا التعاون الوطني المهم وتفعيل لقرار مجلس الوزراء الموقر (199) وتاريخ 17-4-1430ه، الذي يحث الجهات الحكومية والأهلية على الإسهام والمشاركة مع الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات ومعاضدة جهودها. من جانبه ألقى أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله بن محمد الشريف كلمة أكَّد فيها حرص واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على محاربة المخدرات والحد منها وفق خطط وإستراتيجيات المكافحة من خلال المحاور الوقائية والأمنية والعلاجية، مشيرًا إلى أن دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يهدف إلى نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بأضرار المخدرات، ورسم السياسات الوطنية في مجال مكافحة المخدرات في المجال الوقائي والأمني والعلاجي والتأهيلي، وإعطاء دور للجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، للإسهام والمشاركة في مكافحة المخدرات والوقاية منها. وأكَّد الشريف أن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات خطت خطوة سريعة في تفعيل لجانها الفرعية، وفرق عملها في مناطق المملكة، وعملت على اعتماد ضوابط علاج وتأهيل مرضى الإدمان، واعتماد مجلس إدارة صندوق الدعم والتأهيل، لأسر مدمني المخدرات، والموافقة على إنشاء عدد من المصحات العلاجية الخاصة. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة «سابك»، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، كلمة أكَّد فيها أن المجتمع في يد قيادة حكيمة اتخذت القرارات اللازمة لمحاربة آفة المخدرات. وبين سموه أن التوجه الوطني الإستراتيجي لمكافحة المخدرات غراس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- وما تلاها من جهود مباركة يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - حفظه الله- لتصبح المملكة خالية من المخدرات. وقال سموه: استثمرت «سابك» خلال العشر السنوات الماضية أكثر من 2.7 مليار ريال لتنمية المجتمع المحلي بالتركيز على التعليم في مجال العلوم والتقنية، والرعاية الصحية، وحماية البيئة بما فيها المياه والزراعة المستدامة، وتنمية المجتمع، كما طوّرت الشركة برامج إستراتيجية ومبادرات مبتكرة تخدم القطاع الصحي، وتحديدًا الصحة النفسية ومكافحة المخدرات وعلاج الإدمان «، مشيرًا إلى أن «سابك» تسعى من خلال باقة مبادراتها في مجال مكافحة المخدرات، إلى تحقيق دائرة وقائية علاجية متكاملة، تشمل التوعية من خلال مبادرتها الفاعلة «نبراس»، والعلاج من خلال مستشفى سابك التخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والتأهيل عبر «مركز منتصف الطريق» للمتعافين من الإدمان. إثر ذلك شاهد الحضور فيلمًا تعريفيًا عن مشروع «نبراس». وقد تجول نائب وزير الداخلية في المعرض المصاحب، مستمعًا إلى شرح مفصل عمّا يحتويه من صور وأفلام وثائقية تحكي إنجازات وزارة الداخلية في التصدي لآفة المخدرات. بعد ذلك دشن نائب وزير الداخلية أول تغريدة على تويتر، وإطلاق مشروع «نبراس». إثر ذلك وقع أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اتفاقية تفعيل مذكرة التفاهم بين اللجنة وشركة «سابك»، إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم مع الشركة العربية للإعلام الخارجي. وفي نهاية الحفل تسلم نائب وزير الداخلية هدية تذكارية نيابة عن راعي الحفل، كما تم تكريم وكيل وزارة الداخلية وشركة سابك. حضر الحفل مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج، ومدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، ومساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، ووكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم.