الأمن مقدم على كل متطلبات الحياة، فلا حياة هانئة يجد الإنسان حلاوتها ويستطعم بلذائذها إلا بوجود الأمن والأمان في المجتمع ولذلك قدمه الله -عزَّ وجلَّ - في كتابه الكريم على الرزق، كما في دعوة إبراهيم - عليه السلام -: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } [البقرة: 126]، وقدّمه الله - عزَّ وجلَّ - بالابتلاء والفقر والأمن وحلول الخوف على الجوع وفقد نعمة الأكل فقال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ }[البقرة: 155]، وما ذاك إلا لأهمية الأمن والاستقرار في المجتمع، إذ بفقد لذة الحياة ومتعتها، وينسى الناس ما لهم وما عليهم حتى تتوافر نعمة الأمن. والأمن مرتبط بالإيمان وتحقيق التوحيد، والتمسك بتعاليم الدين الحنيف والبعد عن المناهي والمنكرات، ولذلك في دعوة إبراهيم لما دعا بالأمن أعقبه بقوله: {مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ولذلك نرى هذه النعمة التي ترفل بها هذه البلاد المباركة « المملكة العربية السعودية» منذ عقود طويلة، والناس يأمنون على أنفسهم وممتلكاتهم حتى إن الراكب يسير من أقسى جنوب المملكة إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها لا يخشى إلا الله - عزَّ وجلَّ -، وهذه النعمة والطمأنينة بسبب تحقيق التوحيد وتحكيم شرع الله - عزَّ وجلَّ - وتطبيق الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه.