السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: أشير إلى ما كتبته الأخت (زكية بنت إبراهيم الحسجي) يوم 12-7-1436ه بعنوان (ظاهرة عنف المدارس من المسؤول) حيث ذكرت أن العنف ظاهرة إنسانية تخترق كل المجتمعات القديمة والحديثة في الشرق والغرب وهذا ما يؤكد أن هناك أسباب معيته لها دور كبير في انتشار وتفشي هذه الظاهرة السلوكية... إلخ). أقول إن هذا السلوك العدواني والحمد الله لم يصل إلى حد الظاهرة لأنه لم ينتشر في جميع المدارس وإنما هناك حالات فردية قد تحصل في بعض مدارسنا على مختلف مناطق المملكة وخاصة في المرحلة (الثانوية) بمعنى لو قسنا هذه الاعتداءات والعنف من حيث عدد الطلاب وقارنها بحالة العنف نجد أن النسبة ضئيلة ولا تشكل خطورة وتصل إلى حالة الظاهرة ولكن يجب أن لا تهمل هذه الحالات لأنها قد تعطي مؤشراً مستقبلاً بأنها سوف تصل إلى حد الظاهرة وقد قرأت وسمعت حالات عنف ضد الطلاب بعضهم البعض وقد وصل هذا العنف إلى استعمال السلاح الأبيض بعد خروج الطلاب وفي نهاية اليوم الدراسي وخاصة في المناطق النائية التي مازال البعض من طلابها يتمسكون ببعض العادات والتقاليد والتي يعتبرونها من الرجولة هذا بالنسبة للطالب هذه نظرة قاصرة وبأدة وقد انتقل العنف من الطلاب إلى الطالبات ولكن هذه حالة فردية (عندما اعتدت إحدى الطالبات على زميلة لها في (مجمع كليات البنات في سكاكا) عاصمة منطقة الجوف في الحدود الشمالية (باستعمال آلة حادة) هذا ضد بعض الطلاب بعضهم البعض لكن لم يقتصر هذا العنف على بعضهم البعض، بل امتد إلى بعض المعلمين والإداريين حيث تم ضرب أحد المعلمين في المنطقة الجنوبية المعلم (البرناوي) من قبل أحد الطلاب إلى درجة الموت لهذا المعلم، وهكذا حيث وصل العنف إلى مركبات المدرسين وتكسيرها والعبث وتخريب وتكسير بعض مرافق بعض المدارس وخاصة المدراس الثانوية كما قلنا. كل هذا يجعلنا أمام مؤشر أن هناك خللاً تربوي في الأسرة والمدرسة لأنه كما هو معلوم أن الأسرة هي الحضن الأول للطفل وهي في نفس الوقت حجر الزاوية وأول مجتمع ينفتح عليه الطفل هو مجتمع الأسرة فيتلقن منها جميع ما يدور بين أفراد الأسرة صغيرهم وكبيرهم من أمه وأبيه وأخيه وأخته ثم ينتقل إلى المجتمع الثاني المدرسة حاملاً معه جميع خبراته من قيم وعادات وتقاليد فإذا كانت هذه القيم إيجابية فهو سوف يتكيف مع أجواء المدرسة وبيئتها من زملائه الذين يحملون هم أيضاً قيم قد تكون هذه القيم إيجابية أو بعضها سلبي حسب ما تلقاه في أسرته ومدرسته ولكن هذا المجتمع المدرسي والبيئة المدرسية التي تعج بمختلف القيم السلبية منها والإيجابية لابد أن يحصل سلوك مضاد للمجتمع المدرسي والمجتمع العادي من بعض الطلاب ضد بعضهم البعض من اعتداء نفسي أو عضوي جسدي أو ضد كما قلنا اعتداء على بعض المدرسين أو الإداريين من موظفي المدرسة فإذا تدخلنا في ساعة هذا الاعتداء وفي وقته وفي وقته عن طريق مبادئ الخدمة الاجتماعية المدرسية التي يعرفها المختصون الذين درسوا في كليات الخدمة الاجتماعية وعلم النفس والاجتماع واعني بهذا (الإخصائي الاجتماعي والإخصائية الاجتماعية) (وليس المشرف المدرسي) الذي ليس مؤهلاً لحل مثل هذه المشكلات والاعتداءات مع احترامي له لأن ما يطبق في أغلب المدارس أن هذه المشكلات تحول وتسند إليه وكل ما هنالك (كتابة تعد وإحضار ولي الأمر)، فهو كما قلنا غير مؤهل.. مدرس من قدماء المدرسين تسند له هذه المهنة أما أن يكون مدرس مواد دينية أو عربية وجغرافياً وتاريخ. لكن الإخصائي الاجتماعي أو الطبيب الاجتماعي الذي يحلوا لنا أن نسميه هو الذي يسبر أغوار صاحب المشكلة ويقوم بمساعدته بدراسة شاملة تشمل الطالب نفسه تاريخه الشخصي وأسرته وبيئته ومدرسته التي كان يدرس فيها من قبل حتى يصل إلى (التشخيص الحقيقي للمشكلة ومن ثم يضع خطة العلاج ويقوم بمتابعتها حتى تنتهي المشكلة) وأنا هنا لا أتكلم من فراغ إنما أكتب من واقع ميداني عشته مع هؤلاء الشباب والطلاب ولمدة (20) سنة عندما كنت أعمل في مجال رعاية الأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف وبهذا إن شاء الله إذا طبقنا (الخدمة الاجتماعية المدرسية) سوف نحد من العنف المدرسي بجميع أشكاله بتضامن وتكاتف وتعاون (البيت والمدرسة والمجتمع). (حكمة من أحد الحكماء): - مندل عبدالله القباع