كشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، عن وجود تفاهم مبدئي بين موسكو وواشنطن حول إعادة فرض عقوبات دولية على إيران في حال إخلالها بالالتزام بالاتفاق الدولي الجاري إعداده حول ملفها النووي، وقال: إن ثمة «تفاهمًا مبدئيًا» بين روسيا والولايات المتحدة حول آليات إعادة فرض العقوبات على إيران (في حال انتهاكها للاتفاق المستقبلي بين طهران ومجموعة الوسطاء الدوليين)، وأن «نصف خطوة» فقط تفصلهما عن حل هذه المسألة. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي أن المفاوضات الجارية في فيينا بين مجموعة «5+1» وإيران حول ملف طهران النووي اتخذت وتيرة إيجابية. وأعاد ريابكوف إلى الأذهان أن الملف الإيراني كان محل نقاش بين موسكو وواشنطن أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مدينة سوتشي الروسية الثلاثاء الماضي حيث اجتمع بنظيره الروسي وبالرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة منذ تفجر الأزمة الأوكرانية.. وأكَّد الدبلوماسي الروسي أنه تم خلال المحادثات «إعطاء جميع الإشارات الأهم من كلا الجانبين»، اللذين أكدا عزيمتهما «على مواصلة التعامل الثنائي من أجل بلورة الاتفاق حول هذه المشكلة المعقدة والمزمنة». وأعرب ريابكوف عن أمله أن يواصل الوفدان الروسي والأمريكي مناقشاتهما للموضوعات ذات الشأن، كما عبر عن ثقته في أن يكون ممكنًا في غضون أيام الحديث عن «تحقيق تقدم في الطريق إلى نتيجة». وبخصوص مسألة رفع حظر الأسلحة عن إيران قال ريابكوف: إن روسيا لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع سائر دول مجموعة «5+1» حول هذا الموضوع، شأنه شأن موضوع مراقبة التصدير إلى إيران. وأوضح الدبلوماسي الروسي أن ما يزيد هذه المسألة الثانية تعقيدًا عدم جواز تجاهل إجراءات الاختبار والمعايير التي تعتمدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأنظمة القائمة لمراقبة عمليات التصدير إلى الجمهورية الإسلامية. وأكَّد ريابكوف أن هناك تفاهمًا بين روسيا وأمريكا حول آليات إعادة فرض العقوبات على إيران حال إخلالها بالتزاماتها الدولية في المجال النووي. وفي الاثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه من المستحيل بناء منظومة أمن شامل غير قابل للتجزئة إلا بجهود مشتركة تبذلها كل الدول. وقال في مقابلة خص بها صحيفة «السياسة» الصربية نشرت الجمعة 15 مايو - أيار على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارحية الروسية: «يكمن هدفنا المشترك اليوم في بناء منظومة أمن متساوٍ وغير قابل للتجزئة يشمل جميع الدول، ومن الواضح أنه لا يمكننا أن نواجه التحديات الراهنة العديدة بصورة فاعلة، إلا بجهود مشتركة». وتابع لافروف قائلا: إن تحقيق هذا الهدف يتطلب أيضًا الاعتراف الكامل بنتائج الحرب العالمية الثانية، التي تم تسجيلها في ميثاق الأممالمتحدة ووثائق دولية أخرى، وأكَّد أن موسكو ستواصل التصدي بحزم لمحاولات تمجيد النازية وللتمييز العنصري بأشكاله كافة، وإرهاب الأجانب، والقومية العدوانية والشوفينية.