اكتسبت العاصمة البولندية وارسو معلماً بارزاً آخر يضاف إلى بقية المعالم العمرانية للمدينة، وذلك بافتتاح المبنى الجديد لسفارة خادم الحرمين الشريفين في وارسو، والذي توافق مع الذكرى العشرين على مرور عشرين عاماً على توقيع اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وبولندا، وافتتح ورعى الحفل الذي دعت له السفارة صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، إذ دعت كبار المسئولين بالحكومة البولندية وجميع أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والأجنبي ورجال الإعلام والصحافة والاقتصاد. وكان ضيف الشرف هو معالي وزير الخارجية البولندي السيد - قجيقوج سخيتينا، وحضر كذلك معالي رئيس مجلس الشيوخ البولندي السيد - بوقدان بوروسوفيتش، ووزير الشئون الإدارية والمعلوماتية، والعديد من المسئولين بوزارة الخارجية البولندية وغيرها من الوزارات، هذا بالإضافة إلى الوفد الرسمي المرافق لسمو مساعد وزير الخارجية، وقد تخلل الحفل المقام بهذه المناسبة عرض فيلم تسجيلي أعدته السفارة خصيصاً عن العلاقات الثنائية وافتتاح المبنى يبرز أهم المزايا والخدمات التي يوفرها للمستخدمين أو للزوار والضيوف. علماً أنّ مبنى السفارة والذي تبلغ مساحته حوالي 3500 متر مربع، قد تم تصميمه بالمشاركة بين عدة مكاتب هندسية سعودية وبولندية، وتنفيذه بواسطة إحدى شركات المقاولات البولندية الكبرى. وقد استنبط في تصاميمه الخارجية والداخلية لمحات من العمارة الإسلامية والسعودية المعاصرة وطبق في تنفيذه أعلى المعايير في هندسة المباني الذكية وتعلو واجهته الرئيسية الآية 13 من سورة الحجرات يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . وهي الآية التي اتخذتها الخارجية السعودية شعاراً لمطبوعاتها الرسمية وأيضاً شعاراً يوضع على جميع مبانيها التي يجري بناؤها. وقد أعقب عرض الفيلم التسجيلي تسليم سمو المساعد وبمشاركة ضيف الشرف وزير الخارجية البولندي وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين، دروعاً تذكارية من البرونز صمّمتها ونفّذتها السفارة بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بجامعة وارسو، حيث يظهر على أحد وجهيها صورة البوابة الرئيسية للمبنى منقوشاً عليها الآية القرآنية من سورة الحجرات، ومن الوجه الآخر تصميم يؤرخ لذكرى مرور عشرين سنة على اتفاقية إقامة العلاقات بين البلدين. وقد شمل توزيع الدروع التذكارية فريق الاستشاريين السعوديين والبولنديين، إضافة إلى كبار المسئولين بشركة المقاولات التي نفذت المشروع. وبعدها رافق سمو المساعد ضيف الشرف لافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية والذي شمل مجموعة الصور التي تؤرّخ زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز إلى بولندا عام 1930م عندما كان رحمه الله يتولى منصب وزير الخارجية، إضافة إلى رئاسة مجلس الشورى، وكان هناك أيضاً مجموعة صور عن الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين في الفترة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1995م، كما عرضت السفارة مجموعة كبيرة من صور للخيل العربي الأصيل والذي يمثل رمزاً مشتركاً في العلاقات بين البلدين، حيث كانت زيارات بعض المستشرقين والنبلاء من بولندا إلى الجزيرة العربية منذ بدايات القرن الثامن عشر هي نواة لمجموعات وسلالات الخيل العربي التي تشتهر بها بولندا حالياً.