قال علماء الخميس إن نتائج جديدة مستقاة من المركبة الفضائية (ماسنجر) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) والمعطلة حالياً أوضحت أن المجال الجوي لكوكب عطارد نشأ منذ نحو أربعة مليارات سنة. وقضت المركبة الفضائية ماسنجر أربع سنوات في مدار حول عطارد قبل أن ينفد منها الوقود وتصطدم بسطح الكوكب في 30 أبريل الماضي.. لكن قبل بضعة أشهر من ذلك حلقت المركبة على مسافات قريبة للغاية من سطح الكوكب لتنقل صوراً لا مثيل لها وتفاصيل عن أقرب كواكب المجموعة الشمسية من الشمس. وأوضحت نتائج دراسة أوردتها دورية (ساينس) العلمية انه خلال دورانها على مسافات قريبة رصدت المركبة آثارا للمجال المغناطيسي في قطاع عتيق من سطح الكوكب يشبه بدرجة ما المجال المغناطيسي للأرض.. وقالت كاثرين جونسون كبيرة المشرفين على الدراسة والأستاذة بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر إن المجال المغناطيسي لعطارد ربما كان أقوى 100 مرة من المجال الحالي للكوكب. وقالت إن الأمر يستلزم المزيد من المعلومات والتحليلات لتحديد ما إذا كان هذا المجال ظل مستقراً خلال فترة الأربعة مليارات سنة أو نحو ذلك أو انه تلاشى ثم عادة ثانية من نقطة الصفر. وأجرت ماسنجر أول دراسات قريبة من الكوكب منذ قامت مركبة الفضاء مارينر 10 التابعة لناسا بالتحليق ثلاث مرات فوق الكوكب في أواسط سبعينيات القرن الماضي. وتخطط أوروبا لإرسال مهمة إلى عطارد في 2017. ومن بين أبرز ما توصلت إليه ماسنجر الكشف عن عناصر منها البوتاسيوم والكبريت على سطح الكوكب وهي عناصر متطايرة يفترض أنها تبخرت في ظل درجات الحرارة الهائلة على الكوكب. وكانت ماسنجر قد أكدت وجود ثلوج ومواد أخرى ربما تكون مواد عضوية أصلها الكربون على أخاديد وحفر. وقال علماء إن المسبار ماسنجر وصل لاكتشافات مثيرة من قبل للثلوج وتكوينات جيولوجية على كوكب عطارد. وحاول المسبار أيضاً تحليل القشرة السطحية المغناطيسية لعطارد في مسعى لإماطة اللثام عن رواية غريبة بغية تفسير سبب احتفاظ كوكب صغير كهذا بمجال مغناطيسي قوي غير متناظر تم اكتشافه في الآونة الأخيرة.