صدر عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع كتاب (ناصر المنقور: أشواك السياسة وغربة السفارة) لمؤلفه الباحث والمتخصص في كتابة السِّيَر الذاتية الأستاذ محمد بن عبد الله السيف. وقد ظهر الكتاب في أكثر من خمسمائة وسبعين صفحة، وأحد عشر فصلاً مستقصياً سيرة عَلَم من أعلام المملكة في تاريخها الإداري والسياسي والدبلوماسي، الذي كان أحد الصناع والمؤسسين فيها. وقد رصد الباحث السيف سيرة المنقور منذ جذوره العائلية وطفولته الأولى مروراً بمراحل التعليم في الداخل والخارج، ومراحل حياته العملية. وأوضح الباحث السيف أن أول حكومة شكَّلها الملك سعود بن عبد العزيز من التكنوقراط والمتخصصين كان ناصر المنقور أصغر وزير يُعيَّن فيها من غير الأمراء، في سنه التي كانت تشارف الثلاثين عاماً. وتضمنت السيرة الذاتية للمنقور أنه كان أحد أهم الرجالات الذين أداروا العملية التعليمية في تاريخ المملكة منذ أن عُيِّن معتمداً للتعليم في نجد في عهد المؤسس، ونهاية بدوره الأساسي في إنشاء أول جامعة في الجزيرة العربية (جامعة الملك سعود)، بما في ذلك تأسيس أنظمتها وتولي إدارتها. كما كانت لناصر المنقور إضافات كبيرة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أثناء تقلده مسؤولياتها. ومن مساهمات ناصر المنقور في الشأن الإعلامي أنه تقدم بطلب تأسيس صحيفة باسم (الوطن) إلا أن توجُّه الدولة حينها لتحويل صحافة الأفراد إلى مؤسسات صحفية حال دون ذلك؛ ما جعله ينضم إلى المجموعة التي أسست مؤسسة اليمامة الصحفية. أما في حياته المديدة في عالم الدبلوماسية فقد تقلد منصب سفير المملكة في ست ممالك، هي (اليابان والسويد والنرويج والدنمارك وإسبانيا وبريطانيا). ومما أورده الباحث السيف قوله إن المنقور كان في حياته - رغم علو شأنها - إنساناً سهلاً ليناً، يعطي ولا يأخذ، لا يكلف على الآخرين، ولا يشق عليهم.. يقابلهم بحرارة، ويودعهم بابتسامة.. وهكذا كان في مماته حين أوصى بأن يُدفن في مكان يموت فيه؛ ليبعد المشقة عن أصدقائه ومحبيه. وقد أرفق الباحث في ملاحق الكتاب نماذج من أبحاث ناصر المنقور في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول 1952م، تُبيِّن ما يتمتع به المنقور من تبحُّر في فهم الأدب وعلوم اللغة، وتعمُّق في دراسات التراث العربي. المعروف أن الباحث محمد عبد الله السيف الشريك في دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع يُعدُّ من أهم الباحثين في كتابة السِّيَر الذاتية، وقد سبق أن صدر له كتابان، أحدهما تناول السيرة الذاتية لعبد الله الطريقي باسم (عبد الله الطريقي.. صخور النفط ورمال السياسة)، وكتاب عنوانه (سيرتهم: صفحات من تاريخ الإدارة والاقتصاد في السعودية)، ضم لمحات من سير عبد العزيز التويجري وآخرين.