سبقَ أن كتبت بالعدد 15195 رجب 1435ه مقالة عن قصور العمل التعاوني بالمملكة، رغم أن التعاون مبدأ أمرنا الله تعالى به: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى..}.. المائدة 2.. ومقالة أخرى قبلها عن الجمعيات الخيرية بالعدد 14167 شعبان 1432ه. وبمناسبة تعيينكم وزيراً للشئون الاجتماعية، المعروف عنكم نشاطكم وكفاءتكم الإدارية، أسأل الله لكم العون والتوفيق لحمل هذه الأمانة، أعود مرة أخرى للكتابة عن الجمعيات التعاونية وكذا الخيرية، وكلي أمل أن نرى تفعيل وتطوير الجمعيات بشكل أفضل. خلال العامين السابقين تكوّن لديّ بعض المعلومات وتجربتي الشخصية عن عدم فعالية الجمعيات التعاونية، وبالذات الزراعية، مما أكد ما سبق أن كتبته عن الجمعيات التعاونية بالمملكة. بداية، لا بد من الإشارة إلى أن هناك حاجة لتطوير وتعديل الأنظمة التعاونية رغم حداثتها (نوعاً ما) ولعدم تجاوب المستفيدين لعوامل منها عدم الثقة بين صغار وكبار المساهمين (الأعضاء) وثقافة التعاون، حيث يُفضِّل المستثمرون (في الغالب) العمل الفردي، فالمستثمر الزراعي الكبير مثلاً يقول: كيف أتساوى مع مستثمر صغير في المزايا والخدمات؟.. رغم أن ذلك هو روح التعاون.. فالزراعة في معظم الدول المتقدمة منها والنامية تعتمد وبشكل كبير على الجمعيات التعاونية والتي تقدم لها كافة الخدمات ابتداء من البذور والآلات والمعدات إلى التسويق، وقبله التصنيف والترويج والتبريد والمزارع متفرغ لعمله في الإشراف والإدارة فقط، وليس لديهم مشاكل عمالة وحصاد ومعدات حرث وغيرها. إن وضع الجمعيات التعاونية الزراعية تحت إشراف وزارة الزراعة، هو الأفضل من الناحية الإدارية والتخصص، إضافة إلى أن يكون هناك ميزات مالية للجمعيات التعاونية تفوق ما يُقدم للأفراد، لأن المستثمر الفرد ما دام يحصل على قروض للآلات والمعدات، فإن ذلك يجعله يفضِّل أن يأخذ القروض حتى لو لم يستخدم الآلات والمعدات إلا بنسبة 10% فقط، وقد يُستثنى من ذلك الشركات المساهمة. أما الجمعيات الخيرية بأنواعها فهي أيضاً بحاجة للتطوير، لتساهم بتحويل المتسولين إلى أشخاص منتجين وعدم تشجيعهم على الاستمرار بالتسول، وهناك قصص نجاح وإن كانت فردية وبالقصيم بالذات، ومن ذلك امرأة بفضل الله ثم بفضل إحدى المحسنات أصبحت تنتج أكثر من 1000 قرص كليجا يومياً، وكذلك الأسر المنتجة وإحدى الجمعيات الخيرية قامت وبمساعدة فاعلي الخير بإنشاء مصنع للفحم من مخلفات النخيل وجميع العاملين والعاملات سعوديون، ولا ننسى كذلك الأسر المنتجة على مستوى المملكة. إن المطلع على ميزانيات الجمعيات الخيرية يندهش من وجود نقد في حساباتهم بالبنك وعملها على إقامة مبانٍ فخمة استثمارية، ومع ذلك جهودها محدودة في تدريب وتعليم المحتاجين وتشغيلهم في مشاريعها. مطلوب من الوزارة تحديد الحد الأدنى للمعيشة، وبالتالي مستحقي الزكاة، ومن ثم الضمان الاجتماعي والذين يجب على الوزارة دراسة تطوير إمكانياتهم وتحويلهم إلى منتجين.. كذلك أهمية تطوير إقراض الجمعيات التعاونية الاستثمارية وضمان رواد الأعمال الصغار والعوائل (المبتدئين) بقروض استثمارية.. كما أن الوزارة مطلوب منها معالجة ظاهرة التسول التي تتفاقم في المدن والقرى لخطورتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. خير الكلام ما قلّ ودلّ - إلى الإخوة الخليجيين والعرب والمسلمين في أنحاء المعمورة: اجتمعوا ودافعوا عن أوطانكم ودينكم لما يُحاك ضدكم وضد دياركم وضد دينكم.. لقد أصبح الأعداء يحيطون بنا من كل صوب.. ومخططات المخابرات باتت على أرض الواقع، وأصبح لدينا عدوان صهيوني وقبله صفوي فارسي يكِنُّ أكبر عداء للعرب وللسنّة جميعاً متفقين في الخفاء ومختلفين في العلن.. وتذكروا أن يد الله مع الجماعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد.. {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحج. - إن إعلامنا الخارجي ما زال متأخراً، بل ومقصراً ولم يجار تطوره تطور الأحداث.. لذا على وزارة الثقافة والإعلام وضع إستراتيجية تتناسب والتطورات التقنية ووسائل الإعلام الحديثة.