الكل يعلم أن من أهم عوامل زيادة الإنتاجية وتطوير الذات والأعمال توافر الاستقرار النفسي والذهني للموظفة أياً كان كانت طبيعة عملها وأهميته، ولكون المسؤولية الأسرية مشتركة بين الزوج والزوجة (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) خصوصاً فيما يتعلق بالتربية ورعاية الأبناء ونظراً لتعدد دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في بناء المجتمع وتنميته تأتي المعلمة في طليعة سيدات المجتمع المشاركات في بناء الأجيال بالعلم والخلق، وهي بذلك الدور الحيوي تقف جنباً إلى جنب مع بنات جنسها في كافة القطاعات الحكومية والأهلية، ولكن تبقى المعلمة في الوقت ذاته أماً ومربية لأطفالها وراعية لبيتها، وبالعودة لبيانات منسوبات التربية والتعليم تظهر للباحثين وجود أطفال صغار في السن يحتاجون لرعاية وأمومة وعناية وقرب للأم منهم ليكونوا تحت نظرها لحاجاتهم النفسية والجسدية، ولعل شعور الكثير من المنسوبات بالتفكير في أطفالهن ولاسيما أثناء ساعات العمل الرسمية شعور مقنع لكون العديد منهن يعملن بعيداً عن مقار سكن الأسرة مما يحتم بقاء الصغار في رعاية الخادمات اللاتي صدر منهن جرائم تعد على الصغار وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم حتى وصل الأمر بإزهاق أرواح بريئة، وذلك ما وثقته كاميرات المراقبة في المنازل وساهمت في نشره مواقع التواصل على شبكة الإنترنت، وتلك الوقائع المحزنة وثقتها أيضا سجلات الجهات الأمنية والصحية، ولما للمعلمة من أهمية بالغة في بناء سلوك وفكر الطالبات يجعل الوزارة تنظر في توفير حضانات لأطفال منسوبات التربية والتعليم حتى تسهم المربيات الفاضلات في بناء ودفع عجلة التنمية مع تجهيز تلك الحاضنات بما تحتاجه من وسائل ترفيه وسلامة، وتأتي المطالبة بتوفير مقر ليكون حاضنة لأطفال منسوبات مدارس مركز ملهم لوجود عدة مدارس بمراحها الثلاث حيث إن غالبية العاملات في تلك المحاضن التربوية يقطن في الرياض وينتقلن بشكل يومي لمقار عملهن، ونظراً لاعتماد مبنى حكومي للروضة بملهم فيأمل الجميع أن يراعى في تنفيذه استيعاب الأطفال في سن الحضانة، والله من وراء القصد.