ودّعت بريدة عالمِها وزاهِدها الورع الشيخ صالح بن عبد الله الرشيد إمام الجامع الكبير ببريدة (جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله -) قبل أربعين عاماً، الشيخ صالح الرشيد عنوان النقاء والبياض. تولى إمامة الجامع الكبير بعد وفاة والده عام 1379 للهجرة وترك إمامة الجامع عام 1399 للهجرة. الشيخ صالح جميل المحيا، زاهر الجبين، كثير الصمت والسمت لا يتكلم إلا بالخير، شيخٌ جليل يتهلل النور من وجهه مع زهده وورعه - رحمه الله - ..كان يذهب للمستشفيات يزور المرضى ويُؤانسهم.. محباً لمجتمعه ولدولته وولاة أمره.. يدعو لهم ويترحم على ميتهم. الشيخ صالح الرشيد أبيض القلب كبياض جسده، سليم الصدر كسلامة لسانه، يهابه من يراه إجلالاً، ولقد حزنت بريدة على فقده حزناً عظيماً، والشيخ صالح من طلاب العلم الجادين، وقد توسّع في طلب العلم، وكان ملازماً للمسجد القريب من بيته، وملازماً لنفع الناس حيث رقيته الشرعية والتي يبذلها لله لا يريد من الناس جزاءً أو شكوراً، ولقد ألَّف كتاباً قيماً هو (مجمع الفوائد) جمع فيه العديد من الفوائد، وقد طبع عدة طبعات والشيخ صالح لا يتكلم أبداً فيما لا يعنيه.. يحب الخير للناس ويسعى في منفعتهم.. معرضاً عن أمور الدنيا.. مقبلاً على الآخرة حافظ على أصول الرقية الشرعية دون الابتداع فيها.. والشيخ صالح له مكانة كبيرة في نفوس أهل بلدته ومجتمعه مما ترك أثراً كبيراً وحزناً عميقاً في نفوسهم لوفاته.. رحم الله الشيخ صالح الرشيد.. وأسكنه فسيح جناته.