أجزم أن الكثير من الناس لا يعلمون أن التغريدات في تويتر أصبحت بمقابل، بل تجاوزت أرقامها حدود ما يصدقه العقل!! وفي كثير من الدول الأجنبية أصبح استخدام المشاهير من المغردين في الإعلان عن المنتجات والخدمات دارجاً جداً، كأن يظهر نجماً سينمائياً مشهور ويمدح ساعة أو عطراً أو مستحضراً تجميلياً وأنه قد جربه وأعجبه. وهذا إلى حد ما يمكن قبوله على أساس أنه جزء من التنويع في استخدام الوسائل الإعلانية وآلية سريعة للوصول لشرائح كثيرة في المجتمع التي لا يمكن الوصول لها إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبالخصوص (تويتر). لدينا نحن الوضع يختلف، فأصبح استخدام حسابات بعض المشاهير والشخصيات المعروفة في المجتمع سواء كتاب اقتصاداً ومالاً أو لاعبي كرة او فنانين مختلفاً وأحياناً رجال دين فيه تضليل لمتابعيهم, فعلى سبيل المثال يغرد أحد المشاهير مادحاً مشروعاً معيناً او خدمة تقدمها جهة معينة نظير مقابل لكل تغريدة يغرّد بها أو يعيد تغريدة لتلك الجهة. والأمر لا يقتصر على الشركات، بل اتجهت له بعض الجهات الجكومية من أجل تحسين سمعتها أو كسب ولاء من الآخرين. وبحسب المعلومات المتوفرة لدي وصل سعر تغريدة بعض المشاهير إلى عشرة آلاف ريال للتغريدة الواحدة والبعض سبعة آلاف وهكذا. الناس تنخدع ببعض المشاهير وتتوقَّع أن بعض تغريداتهم تنبع من الحس الوطني أو نوع من المسؤولية المجتمعية التي يقوم بها الفرد ولكن الأمر خلاف ذلك فهم يتقاضون مقابلاً لكل تغريدة يكتبونها لصالح جهة معينة. خلاصة القول: لا عيب أن يستخدم المشاهير حساباتهم في زيادة مداخيلهم ولكن العيب أن يتظاهروا أمام الناس أنهم نزهاء وما يغردون به هو من وازع وطني وديني واجتماعي متناسين أن الناس أصبحت الآن واعية وتعرف كل شيء، وشركات التسويق التي تتعاقد معهم أصبحت تبلغ عن أسمائهم وأسعارهم وأصبحت العملية مكشوفة.