يواجه كل من باريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني أزمة اصابات وغيابات حقيقية قبل مواجهة برشلونة الأسباني وبورتو البرتغالي اليوم الأربعاء في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. في المباراة الأولى على ملعب «بارك دي برانس»، يحلم النادي الباريسي بتخطي عقبة ربع النهائي التي توقف عندها في اخر موسمين، واقصاه منه برشلونة بالذات في 2013، بعد تعادلهما في باريس 2-2 في مباراة ملتهبة، و1-1 إيابا في برشلونة ليتأهل الفريق الكاتالوني بفارق هدف سجله خارج ملعبه. وفي وقت يريد الفريق المملوك قطريا العودة إلى المربع الأخير لأول مرة منذ عشرين سنة ويقدم افضل مستوياته محليا، فقد استعاد صدارة الدوري من غريمه ليون وتوج بلقب كأس رابطة الأندية عندما سحق باستيا 4-صفر السبت الماضي كما ينافس بقوة على لقب الكأس، في ظل تألق هدافه ونجمه السويدي زلاتان إراهيموفيتش صاحب ثلاثية في نصف نهائي الكأس امام سانت اتيان (4-1) اوصلته لمواجهة اوكسير من الدرجة الثانية في النهائي، وثلاثية في مرمى باستيا رافعا رصيده الى 13 هدفا في اخر 7 مباريات. لكن لن يتمكن هدافه ونجمه السويدي زلاتان ابراهيموفيتش من المشاركة في مباراة برشلونة لايقافه بعد طرده في اياب ثمن النهائي امام تشلسي الانكليزي، وايضا في المباريات الاربع المقبلة في الدوري لايقافه من قبل لجنة الانضباط الفرنسية التي اعتبرت انه اساء الى الجسم التحكيمي بعد خسارة بوردو في الدوري. وبالإضافة إلى زلاتان، يغيب عن فريق العاصمة لاعب الوسط الدفاعي الايطالي الدولي ماركو فيراتي الموقوف أيضا، بالاضافة الى البرازيلي دافيد لويز والإيطالي الاخر تياغو موتا المصابين. وصحيح ان تواجد زلاتان مع سان جرمان بالغ الاهيمة، لكن فريقه فاز من دونه على برشلونة في سبتمبر الماضي ضمن الدور الاول 3-2 قبل ان يخسر ايابا على ملعب كامب نو 3-1 ويخسر صدارة المجموعة في مباراة سجل فيها السويدي، كما قاتل فريقه بعشرة لاعبين بعد طرده باكرا امام تشلسي وتمكن من اقتناص التأهل الى ربع النهائي عن جدارة على ملعب «ستامفورد بريدج». وخلافا للفريق المضيف، يأتي برشلونة، حامل اللقب في 1992 و2006 و2009 و2011، والذي يخوض ثامن ربع نهائي على التوالي في المسابقة القارية، منقوصا فقط من ظهيره الأيمن البرازيلي داني الفيش لتراكم بطاقاته الصفراء. ويتصدر فريق المدرب لويس انريكي ترتيب الدوري المحلي امام غريمه التاريخي ريال مدريد، لكن معنوياته ليست في اعلى درجاتها بعدما اهدر تقدما أمام مضيفه اشبيلية بهدفين قبل ان يتعادل معه ويتقلص الفارق الى نقطتين مع ريال. ويعتمد بلاوغرانا بشكل اساسي على نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل في مرمى اشبيلية هدفه الخامس والأربعين هذا الموسم، والمهاجمين البرازيلي نيمار والاوروغوياني لويس سواريز. بايرن ميونيخ - بورتو تبدو حالة بايرن ميونيخ، حامل اللقب اعوام 1974 و1975 و1976 و2001 و2013، مشابهة لسان جرمان قبل ان يخوض مواجهة صعبة امام بورتو البرتغالي، تذكر دوما بمباراتهما الشهيرة في نهائي نسخة 1987 عندما سجل الجزائري رابح ماجر هدفا اسطوريا بكعبه ساهم بفوز الفريق الواقع على المحيط الاطلسي 2-1، وذلك بعدما تقدم الفريق البافاري بهدف لودفيغ كوغل من الدقيقة 24 حتى 79. ويعاني بايرن من ازمة حقيقية بسبب الاصابات التي اجبرته على الاكتفاء باربعة بدلاء على مقاعد الاحتياط في المباراة التي فاز بها السبت الماضي على اينتراخت فرانكفورت 3-صفر في الدوري المحلي . ويفتقد بايرن لنجومه ريبيري وروبن وجنرال الوسط شفاينشتايغر. وفي المقابل، سيتمكن غوارديولا من الاعتماد على المدافع جيروم بواتنغ والمهاجم البيروفي المخضرم كلاوديو بيتزارو بعد تعافيهما من الاصابة، والاسباني شابي الونسو العائد من الايقاف وقد سافروا مع الفريق الاثنين الى البرتغال. ورأى زامر ان فريقه متعطش للالقاب: «هناك فرصة ان هذه المجموعة من اللاعبين العالية النوعية، يمكنها ان تفرز الكثير من القوة والدينامية. من الواضح ان الفريق متعطش كثيرا». وفاز بايرن 6 مرات في اخر 10 مباريات خارج ارضه في دوري الابطال، بينها انتصار ساحق على ارض روما الايطالي 7-1 في الدور الاول، كما فاز 16 مرة في 25 مباراة في ضمن هذا الدور. بدوره، يعاني بورتو من غيابات ايضا في صفوفه على غرار الاسباني كريستيان تيللو، ويحوم الشك حول مشاركة هدافه الكولومبي جاكسون مارتينيز المصاب بفخذه والذي سجل 26 هدفا في مختلف المسابقات. وبعد ان تعرض لخسارة قاسية في الدوري امام استوريل في 6 الجاري، فاز بورتو على ارض ريو افي 3-1 السبت، ليقف على بعد 3 نقاط من غريمه بنفيكا المتصدر، في مباراة سجل فيها ريكاردو كواريزما والبرازيلي دانيلو لاعب ريال مدريد المستقبلي والمهاجم هرناني. ويبحث بورتو، حامل لقب 1987 و2004 وبطل البرتغال 27 مرة، عن بلوغ نصف النهائي لاول مرة منذ 2004 عندما توج امام موناكو الفرنسي وكان يدربه الفذ جوزيه مورينيو. وقال الاسباني خولين لوبيتغوي مدرب بورتو الذي زامل غوارديولا عندما كانا لاعبين في برشلونة: «خوض ربع النهائي في مسابقة مماثلة هو جائزة للجميع، ولا نفكر سوى بالطموحات والاحلام». وكان ظهور بورتو الاخير في ربع النهائي في موسم 2008-2009 عندما خرج على يد مانشستر يونايتد الانكليزي، علما بان فوزيه الوحيدين من اصل 6 مباريات في هذا الدور تحققا عندما توج باللقب عامي 1987 و2004. يذكر انه بعد هدف ماجر الشهير، ثأر بايرن من بورتو في ربعي نهائي 1991 (1-1 في ميونيخ وصفر-2 في بورتو) و2000 (1-1 في بورتو و2-1 في ميونيخ).