خادم الحرمين الشريفين لقد كان قرارك عاصفة الحزم أهم قرارٍ تم اتخاذه في العصر الحديث، وما ذاك إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، لقد شعرتُ وأنا فردٌ من ملايين العرب بفخر واعتزاز لهذا القرار؛ لأن القلب كان (مكبوتاً) حيث أصبح لايبالي بما يحدث من أحداث تجاه العالم العربي والإسلامي، فكل القرارات كانت كلاماً لفظياً وشجباً حاداً لا يتجاوز الحناجر التي تنادي به ولا يساوي ذلك الأوراق التي كتب عليها، ولكن قرارك الحازم ولّد الأمل في النفوس وغرس الحبّ في القلوب ذلك لأنّه رفعٌ للظلم واستجابةً لنداء المستغيثين المظلومين؛ لأنك سمعتَ نوح الحزانى وأجبتَ أصوات الملايين الذين جأروا ب (وا معتصماه)، ولامست هذه النخوة سمعك فأجبتها ملبياً متفرداً بها بين القادة: ولبّى معك هذا النداء إخوانك بعض زعماء الأمة العربية، ولاسيما زعماء دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وجمهورية السودان العربية، وكذا باكستان وتركيا، إضافةً إلى الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وبقية الدول الأوروبية، بل وبقية دول العام، وهذا دليلٌ واضحٌ على تمكنك من امتلاك الموقف الدولي وحكمتك وعمق ثقافتك وموقفك السياسي خلال خبرتك الطويلة. خادم الحرمين الشريفين: إن من يتتبع ما تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن وأهله يستغرب نكران الجميل لهذه الدرجة، وكنت لا أريد الكتابة عن هؤلاء حيث خشيت قول القائل: ولكن الحديث ليس حديث الهوى وإنما حديث الواقع الميداني، حيث أصبحت فئة الحوثي جرحاً مستداماً في خاصرة الوطن الغالي المملكة العربية السعودية، وجب علاجها نهائياً فقد أصبحت مصدراً للفتنة بين فترة وأخرى وهم أهون من أن تؤثر على المملكة العربية السعودية ولكن أخيراً أصبحت هذه الفئة مقراً ل: (أبناء فارس) ويعلم الجميع أن هؤلاء يحملون العداء للعرب بل ولِلغتهم فهم منذ فتحت فارس وحتى الآن يجددون العداء للعرب مع أنهم يتحدثون عن الإسلام ويدعون بأنهم يدافعون عنه وينشرونه، إن صعدة وما حولها من أفقر أجزاء اليمن كلها، فأهلها يعتمدون اعتماداً كبيراً على الإعانة القادمة من المملكة العربية السعودية خاصةً، وكم وقفت المملكة العربية السعودية مع هذه الفئة من عام 1960م ودافعت عن مؤسس الحوثية ولولا دفاعات المملكة عنهم لانقرضوا تماماً، وكلما أحست هذه الفئة الباغية بقوة تنفذها ضد المملكة العربية السعودية، فمن يتتبع تاريخها خلال خمسة وخمسين عاماً يجد مجموعة من الاعتداءات ضد المملكة فأين الوفاء ؟ وأين حسن الجوار؟ وأين رد الجميل؟ ولا أعتقد أن هناك من يستوعب منهم هذه المواقف المشرفة من المملكة العربية السعودية نظراً لتفشي الجهل بينهم، علماً بأنهم يصنفون بعضهم بالمرجع وما أكثر المراجع العلمية في صعدة ولاسيّما من إيران التي أصبحت قبلتهم (مع اعتذاري لمذهب الزيدية) وليس لدى أولئك أي مرجعية علمية تستوعب ذلك المعنى حيث ينطبق على أحدهم ما ينطبق على: إن الجهل والغرور يجعلهم لا يقيّمون تصرفاتهم فيلقون الغرور في القلوب ويملئون ضمائر أتباعهم صلفاً وتيهاً، لقد كانت الحكمة من اليمن وكانت مملكة سبأ وكانت ملكة سبأ مصدرين للحكمة، أينك يا بلقيس لقد صدّق القرآن الكريم قولك {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (34) سورة النمل. لقد أفسد الحوثيون ورئيس اليمن السابق صنعاء مصدر الأدب والشعر، بل ومصدر تاريخ العرب، أين الشعراء؟ أين وضّاح اليمن؟ لقد فسدت صنعاء باحتلالها من قبل هؤلاء: وأنا أقول بأنها بتصرفات أبنائها قد أجهضت قحطان وكربا، لقد اجتمعت فئة الحوثي مع الرئيس السابق لليمن على الإساءة للمملكة العربية السعودية، علماً بأن الرئيس السابق كان تحت رعاية المملكة العربية السعودية دائماً، فكم تم تسفيره إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للعلاج على طائرات الخطوط السعودية وعلى حساب المملكة ولعلّ صوره وهو محترق تبين الدور المشرّف لرعاية المملكة له، ومع ذلك أنكر الجميل: وجاءت خبيئة الله .. محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع.. لقد (جيت في وقتك)، لقد أدخلت الفرح والسرور في قلوب أضناها سفر السنين الخوالي مع الهمّ والغمّ من أحوال أمتنا العربية وما دُبّر لها من إهانات وانتكاسات لم تذق معه طعم النصر، كما حققته أنت أيها الموفّق، لقد تعوّدنا على الإهانة حتى أصبحت لدينا مقبولة: وكان تنفيذك لقرار خادم الحرمين الشريفين قراراً جعلنا نحسُّ بالنشوة ونرفع الرؤوس وقد أثرتَ على العالم كاملاً، ها هي جميع الدول المحيطة بإيران انقلبت عليها مع التهديد حيث بقرارك - يا من أدخلت الفرح في القلوب-عرفت إيران قيمتها. وأعلم أن شكري ودعائي من القلب لك قليل، ولكنه خرج مع كلمات الفرح والسرور بك وبشبابك. وفقك الله.