حرصت وزارة التعليم على تحويل المنهج النظري إلى تطبيقي ممارس في عملية التعليم والتعلم وفق منطلقات واستراتيجيات عالمية علمية، مما يحقق التطوير النوعي المنتج للعقول المبتكرة المبدعة ذات الشخصية المتوازنة الكاملة التي تؤمن بالوسطية والاعتدال وتقبل الآخر بكل مرونة؛ وذلك عبر برامج إدارة التوعية الإسلامية التي تميزت بكونها تستهدف كل فئات المجتمع منطلقة من الميدان التربوي عبر ترجمة المعرفة إلى سلوك. وأكدت مدير عام إدارة التوعية الإسلامية بوزارة التعليم فاطمة صالح المقبل ثراء تلك البرامج التي تنفذ من خلال لجنة التوعية المدرسية، مشيرة إلى أنها برامج متنوعة تربوية تستهدف الطالب وجميع المؤسسات التربوية المعنية به بدءاً من الأسرة التي يتلقى منها الطالب مبادئه وقيمه الأخلاقية الأولى وحتى المجتمع الخارجي المؤثر بشكل تفاعلي، لذلك سعت الإدارة إلى بناء منظومة متسلسلة من القيم التي يبدأ تطبيقها في جميع المراحل الدراسية والتي اختيرت وفق نتائج الدراسات والبحوث، بعد دراستها في الميدان التربوي من خلال الاستبيانات والتقارير الدورية والتقارير النهائية والزيارات المباشرة والتواصل وغيرها. وأكدت أن البرامج أعدت لتلائم المستويات العمرية والاحتياجات النفسية لدى الطلاب، واستهدفت الأسرة كونها الشريك الأساسي في تربية الجيل والداعم الفعلي لعملية المتابعة. وأبانت أن تلك البرامج جاءت في حلقة ثلاثية الأطراف تتمثل في حلقات تكاملية، تتضمن بناء المعرفة العلمية الشرعية في العبادات والعلاقات الاجتماعية، والأمن الفكري برؤية شرعية تحقق الاعتدال الفكري المنبثق من الثوابت الشرعية، ويستكمل ذلك في حلقة القيم الأخلاقية التي ترتقي بالطالب وتؤهل نظرته للمستقبل وعلاقاته مع الآخرين، إضافة إلى القيم الذاتية والاجتماعية والوطنية والإِنسانية لضمان التكامل البنائي لفكر الناشئة وتعزيز المبادئ والقيم الأخلاقية بشكل تراكمي يسهم في غرسها في نفوسهم حتى يتمثلوها سلوكا خاصة أنها تنبثق من احتياجهم النفسي والروحي والاجتماعي. وشددت فاطمة المقبل على أهمية تلك البرامج في إثراء الطلاب بشكل عام وذوي القدرات العالية من المتفوقين والمتميزين ممن لديهم ميول واتجاهات نحو العلوم الشرعية بشكل خاص، كما توفر البيئة الإبداعية والبحثية في الميدان التربوي. وأوردت أن تفعيل تلك البرامج التوعوية يستمر طوال اليوم ابتداء من الطابور الصباحي وحتى نهاية اليوم الدراسي ليمتد للأسرة التي تشارك أيضاً من خلاله ورش تدريبية لقياس مدى ممارسة الطالبة للقيمة بالتفاعل الأسري. وكذلك تفعل داخل الفصول الدراسية مبينة أنه قد أعد دليل أنشطة متنوعة تستهدف مرحلتي المدخل الاستكشافي (التمهيد) ومرحلة التميز (التطبيق النهائي) للدرس في جميع التخصصات، تدور في محور القيمة التي تم توظيفها لصالح موضوع الدرس لضمان تعزيز القيمة داخل الصف الدراسي وأشارت أيضاً إلى استثمار زمن الفسحة المدرسية لتمثل القيمة من خلال برنامج القدوة. وعن الجديد في تفعيل تلك البرامج أوضحت فاطمة المقبل أنه يتم استخدام المقاطع والأفلام التربوية التي يتم نشرها على قناة التوعية في موقع يوتيوب للحوار والمناقشة، وخطوات البحث العلمي ومهارات الاستقصاء والاستدلال في معرفة المسائل الشرعية وتطبيقاتها والأدوات المساعدة على التفكير والحل العلمي للمشكلات، وأساليب التعلم التعاوني وأسلوب الحوار في اللقاءات الإثرائية مع استخدام التقنيات الذكية في إدارة برامج التوعية وتنظيمها. وحول البرامج الميدانية الأخرى للتوعية الإسلامية قالت فاطمة المقبل هناك برنامج المدارس الأولى بالرعاية وهو عبارة عن برنامج رعاية يستهدف المدارس التي تلاحظ فيها - من خلال آراء المشرفين وأولياء الأمور - بعض السلوكيات المؤثرة سلباً على البيئة التعليمية، ويتم تنفيذها طوال العام بالتشارك مع الإدارة العامة للمتابعة، والإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، ويهدف إلى تهيئة بيئة محفزة إيجابية للتعلم من خلال القضاء على السلوكيات أو الظواهر داخلها وينفذ من خلال لجنة التوعية تحت إشراف الأقسام التربوية المتخصصة. كما تتضمن البرامج الميدانية برنامج التربية على الأمن الفكري وهو عبارة عن برنامج يعمل على تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب بعدة أساليب وفق قيم الانتماء والمواطنة والنزاهة ويعتمد نظريات حديثة كنظرية الغرس الثقافي والقدوة لضمان تبني الطلاب لها وتحقيق الوسطية والاعتدال والحفاظ على الهوية الوطنية والمساهمة ببناء مجتمع معرفي قائم على الثوابت الإسلامية. واختتمت المقبل حديثها بأن تقديم الدروس الاثرائية المعززة للمناهج الدراسية في المصلى مستمر بعدة وسائل منها المحاضرات والحوارات واللقاءات المفتوحة التي تحفُّز الطالبة على التفاعل والمشاركة الإيجابية داخل أروقته، وهذا ما تؤكده خطة وزارة التعليم تجاه أبنائها الطلاب.