مع أولى ضربات عاصفة الحزم تباينت آراء الناس بين مؤيد على الإطلاق بدون إبداء أي مخاوف أو توجس من تبعات الحملة وبين مؤيد لها مع توجس من تبعاتها (وبين رافض لها تماماً وهؤلاء لن أتطرق لهم كثيرا فهم معروفون إنهم سبب بلاء اليمن والحملة ما جاءت إلا لتقضي على جبروتهم وهم غالبا من سينشرون التوجس والأكاذيب حول الحملة ليعبئوا الناس ضدها). وسأبدأ بالمرحبين بالحملة دون تخوف أو توجس مطلقاً وهؤلاء هم الذين وصل بهم الضيق من ممارسات جماعة الحوثي حداً بعيداً وهم ممن قتل أبناؤهم أو هدمت منازلهم أو تعرضوا للاضطهاد والسجن على يد الجماعة وما أكثرهم في الشعب اليمني، فالمسيرة التي يسميها أتباعها المسيرة القرآنية كذباً وزوراً لم تترك قرية أو مدينة مرت بها إلا جعلتها خراباً ولا توجد منطقة حلتها إلا علاها صراخ الموجوعين وبكاء الأيامى وعويل الثكالى. يشبه كثيرون مسيرة جماعة الحوثي القرآنية (التي يزعمون والقرآن منهم براء) بجحافل التتار والمغول الذين كانوا يمرون على البلاد الإسلامية فلا تسلم منهم قرية إلا علاها الدم والقتل، وهذا ما قامت به الجماعة التي للأسف هي من أبناء الوطن يدينون بالإسلام ويدعون أنهم من نسل قبائل يمنية شريفة لا ندري أي حقد حملوه وأي كراهية يكنونها للوطن الذي ينتمون إليه. أعود لما بدأت به أولئك المؤيدون للحملة هم جزء كبير من أفراد الشعب الذي ذاق الأمرين على يد جماعة الحوثي المدفوعة من علي صالح والممولة من إيران خلال شهور من تسليم البلاد بمقدراتها إليها في أبشع وأقذر عملية خيانة جماعية بدأت من قيادات عسكرية كبرى ثم من مسئولين في وزارات ودوائر حكومية فاجأت الناس أن في اليمن لم تكن هناك دولة بل عصابات ومجاميع من المرتزقة سرعان ما باعوا شرفهم الوطني إما مقابل وعود بمناصب أكبر أو بحفنة من المال أو مجاملة للنظام السابق ومشاركته في حفلة الانتقام الكبرى من الشعب اليمني. ثم هناك المؤيدون للحملة مع توجس وتخوف من تبعاتها والخوف أن تتحول من حلم انتظره المواطن العادي إلى كابوس حرب أهلية أو حرب لا تنتهي تقضي على ما تبقى من مسمى الدولة في اليمن، وهؤلاء ثلة كبيرة من المفكرين والمثقفين الذين ينظرون للأمر بشكل عقلاني وخوفهم مبرر فهم يعرفون أن علي صالح ثعلب ماكر لن يستسلم بسهولة وسيؤلب أتباعه لإثارة المزيد من النعرات وسيدفعهم للكثير من التخريب، كما أن جماعة الحوثي التي ركبها جنون السيادة وشعرت أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على اليمن شماله وجنوبه لن تتخلى عما غنمته في شهور قليلة من استعراض قوتها الكرتونية على الشعب المستضعف المحمل بهموم اقتصادية كبرى أثقلت كاهله لن تتخلى عن حلمها في حكم اليمن بسهولة خاصة والدعم الإيراني كان سخياً لها، وعلي صالح أعطاها البلاد غير مكترث لتاريخ سيكتب اسمه في أسود صفحاته، وغير آبه بالكثير ممن مازالوا يسبحون بحمده ويظنون أنه زعيمهم وغير مكترث أيضاً أنه صاحب ثأر معهم، أليس هو الذي حاربهم ستة حروب قتل فيها سيدهم حسين الحوثي وهم لن ينسوا له ذلك، لكن الحقد وحب الانتقام جعله يغفل عن هذه الحقيقة، وأصبح كمن يمكن رقبته لعدوه خوف الفئة الثانية مبرر كما هو استبشار الفئة الأولى فمن ذاق ظلم وجبروت الحوثي وكوي بناره يبحث عن الخلاص كيفما كان ولن يكون هناك أبشع مما سببه الحوثي من قتل وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة حتى بيوت الله لم تسلم من حقدهم فكانوا مع كل غزو يفجرون بيوت الله ويهدمونها تحت صرختهم المعروفة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام)!! وأما الفئة الأخرى فلا يتمنون لليمن مزيداً من الانجرار للحرب والدمار فإن يبقى بعض وطن خير من أن نصبح بلا وطن. لكننا وبالمقاربة بين الرأيين نأمل أن تأتي العاصفة بالخير لهذا الوطن، أليس كل مرض خبيث حين يكون علاجه في استئصاله بجراحة لا بد أنها مؤلمة، خاصة وأنه امتد واستشرى في جسد الوطن. نتمنى من القائمين على الحملة أن يضعوا كما عودونا مصلحة الشعب اليمني في الاعتبار وأن تكون إعادة الإعمار هي الهدف المباشر بعد الحملة، خاصة أن الخراب قد طال الكثير من البنى المهمة للمواطن والوطن فاليمن يجب أن يكون وضعها الطبيعي كجزء من مجلس التعاون الخليجي، وللتخلص من مشكلات الجماعات المسلحة وغيرها من مشكلات اليمن التي تؤرق الجوار يجب التركيز على التنمية الاقتصادية. بعيداً عن المقاولين الذين أدمنوا تلقي مساعدات دول الخليج والعالم، فيحولونها إلى أرصدتهم الشخصية أو مشاريع لهم باسم الوطن وهم كثير تستوي في ذلك الحكومة أو الأحزاب والمنظمات. يجب أن يكون الدعم القادم بإشراف مباشر من الدول المانحة. أخيراً نتمنى أن تكون العاصفة فاتحة خير لاقتلاع جذور الفساد والتخريب في اليمن ومقدمة لخير كبير في انتظار الشعب اليمني المنهك والمسلوبة حقوقه.