كنت مترعا بريها ولا أزال أصطفي معينها كما أصطفى سرب القطا غدير ماء دافق من سلة الغيمات ومن إليها الشوق لا يغيض كلمات تقيأت ساعاتنا حديثا... يجتبي الفين أستأمنا الأسرار غصن أيكة ظليلة من الشجر مقطع من قصيدة أصطفيك في كل حين للشاعر المبدع أحمد الصالح مسافر من ديوانه الذي حمل نفس العنوان وهو الديوان الثاني عشر الذي يصدر للشاعر مع الإشارة إلى أن له ثلاثة دواوين مخطوطة. صدر الديوان عن النادي الأدبي في الرياض وضم 17 قصيدة في 147 صفحة من القطع المتوسط ومن عناوين القصائد الري أنت، أكثر من عراق، يا سيدي الشعر ويكاد يكون الديوان مختلفاً عن ما اعتدنا عليه في دواوين الشاعر مسافر السابقة فهو هنا يعيش هم أمته العربية من الغلاف إلى الغلاف حتى الحبيبة يرمز بها هنا إلى الوطن والشوق إلى المجد الذي غبر. كما احتوى الديوان على عدد من قصائد الإخوانيات التي كتبها الشاعر إما رداً على قصائد أو ابتداء ويعد الديوان نضجاً متقدماً في تجربة الشاعر «مسافر» الممتدة عبر عقود من الزمن والمعاصرة لمراحل مختلفة من نهضة الوطن. ديوان جدير بالقراءة والاحتفاء به كاحتفاء بالشاعر وتجربته التي تمثل مدرسة ينهل منها كثير من المبدعين الشباب وقد نهل منه كثير ممن لهم حضور في الساحة الشعرية.