عقد رؤساء الكتل السياسية في العراق اجتماعاً استثنائياً لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة تلبية لدعوة من رئيس البرلمان سليم الجبوري، وبحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحضر الاجتماع كل من نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعدد من أعضاء اتحاد القوى، فضلاً عن نائب رئيس البرلمان ارام الشيخ محمد، وعدد من أعضاء التحالف الكردستاني. ونقلت مصادر عن الاجتماع أن البيان الختامي تضمن تأكيد وحدة الموقف العربي المنبثق من الجامعة العربية إزاء الأحداث في المنطقة والدعوة إلى تغليب التفاهم والاحتكام إلى الحوار وإلزام الحكومة والبرلمان بتبني موقف جامعة الدول العربية حيال الأزمة في اليمن. من جهتها، أكدت مصادر سياسية عراقية مطلعة عن أن اجتماع رؤساء الكتل الذي عُقد في منزل رئيس البرلمان خرج بإجماع على ضرورة إبعاد العراق عن التصعيد الذي تشهده المنطقة، والتركيز على وحدة البلاد ومحاربة الإرهاب بوصفها «خارطة الطريق السياسية» لإنقاذ العراق، اللقاء الذي حضره زعماء الخط الأول في البلاد، كرئيس الوزراء ونوابه ورئيس البرلمان ونوابه، إلى جانب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وعدد من قادة الحشد الشعبي كهادي العامري وقيس الخزعلي، فضلاً عن عدد من الوزراء وقادة الكتل، ناقش أهمية إعادة النازحين إلى مناطقهم، فضلاً عن تنسيق المواقف في المستجدات، كما ناقش المجتمعون تأجيل إقرار قانون المساءلة والعدالة، الذي صوّت عليه مجلس الوزراء مطلع الشهر الجاري، ريثما يتم الانتهاء من ملف داعش، كما اتفق المجتمعون على أهمية تحصين العراق من التأثر بالأزمة الخارجية الحاصلة في المنطقة، مشدداً على ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة الإرهاب ودعوة الأطراف المتصارعة في المنطقة إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم، كما ناقش اجتماع قادة الصف الأول أيضاً مسألة عودة النازحين إلى منازلهم ومناطقهم المحررة عن طريق التفاهم القائم بين نواب تلك المحافظات وقوات الحشد والأجهزة الأمنية، فضلاً عن مناقشة ما طرحه أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم العراق في حربه ضد الإرهاب، كما ناقش الزعماء الصراعات القائمة في المنطقة العربية، وأهم النقاط التي ركزوا عليها هي المحافظة على وحدة العراق ومحاربة تنظيمات داعش وخارطة الطريق السياسية لإنقاذ العراق، بالإضافة إلى موضوع تضارب المواقف والتصريحات بين نواب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء حول الأحداث الجارية في المنطقة واليمن. وقد اتفق المجتمعون على الالتزام بمقررات الجامعة العربية كونها عضواً فعّالاً ومؤسساً وتُعتبر رؤية موحدة لجميع المكونات العراقية مع البدء بصفحة جديدة لمعالجة جميع الأحداث الداخلية، وبخصوص إمكانية مشاركة العراق في إنشاء القوة العربية المشتركة، اتفق المجتمعون على أن الموضوع حُسم في مقررات قمة شرم الشيخ الملزمة للعراق لأنه عضو مؤسس للجامعة العربية، وبالتالي حتى لو كانت هناك تحفظات فإنها لا تؤثر على مشروعية وقانونية مقررات الجامعة. وفي سياق متصل أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أنه من الخطأ القول، إن سكان المناطق التي سيطر عليها «داعش»، موالون للتنظيم، وقال إن اتهامهم بذلك يُوقع عليهم الظلم مرتين، مرة من داعش، ومرة أخرى ممن لا يتفهم حالتهم ولا يقدر ظروفهم. وقال الجبوري في كلمته خلال مؤتمر الحقوق المدنية في المناطق غير المستقرة في العراق، إن العراق بحاجة إلى حزمة تشريعات تضمن حقوق المدنيين المختطفين من قبل التنظيم، الذي مارسَ إرهاباً متنوعاً بحق سكان المناطق التي سيطر عليها، مشيراً ألى أن ذلك أنتج نزوح آلافٍ من سكان تلك المناطق إلى مناطق غير مأهولة، مبيناً أن من لم يستطيعوا الخروج من المناطق، أصبحوا بحكم الرهائن ومُورس بحقهم التعذيب. وشدد الجبوري في كلمته على أهمية دعم صندوق التنمية والإعمار المؤمل أن ينشط قريباً، متابعاً: لا بد من العمل على تشكيل هيئة خاصة بضحايا الإرهاب تُعنى بالعناية بهم أسوة بهيئات أخرى تم إنشاؤها في وقت سابق للعمل على تخفيف معاناة شرائح وقع عليها الضرر.