تباينت مواقف الكتل النيابية إزاء موقف العراق المتحفظ عن الفقرات الخاصة بأوضاع اليمن وتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة في مقررات القمة العربية التي اختتمت أمس في شرم الشيخ، فيما فشل اجتماع جمع القيادات العراقية مساء أول من أمس في التوصل إلى موقف موحد إزاء نتائج القمة. وأكدت الكتل الشيعية رفضها التدخل العسكري في حل النزاعات، فضلاً عن رفض ما يقوم به التحالف العربي من أعمال عسكرية ضد الحوثيين في اليمن. وأعلنت «القائمة الوطنية» بزعامة نائب الرئيس إياد علاوي تأييدها فقرات البيان الختامي، فيما دعت الأطراف الكردية إلى حلحلة الأزمة اليمنية عن طريق الحوار برعاية الجامعة العربية. وقال ل «الحياة» النائب عن «كتلة الصادقون» الشيعية حسن سالم، إن «ما خرجت به القمة العربية الأخيرة من مقررات لا يختلف عن سابقاتها، كونها لم تخرج بشيء نافع للشعوب العربية». وأضاف أن «موقفنا واضح. لا نؤيد التحالف لأن أبناء اليمن دفعوا الثمن، وبالتالي لا بد من منحهم فرصة حقيقية لاختيار ما يرونه مناسباً لإدارة شؤونهم، ونرفض بقوة تشكيل قوة عسكرية مشتركة لفض النزاعات في الدول العربية». وأكد ل «الحياة» مصدر مطلع على تفاصيل اجتماع القادة في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري مساء أول من أمس، أن الاجتماع «لم يفض الى نتائج تؤيد الحراك العربي إزاء اليمن». وأشار إلى أن الاجتماع الذي ضم رئيسي الحكومة والبرلمان ونوابهما ونواب رئيس الجمهورية فضلاً عن قادة الكتل السياسية وقيادات فصائل الحشد الشعبي «لم يحقق النتائج التي كان طالب بها ائتلاف القوى السُنّية بتأييد ما سيتضمنه البيان الختامي للقمة، خصوصاً ما يتعلق بأوضاع اليمن وتشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة، إذ رفضت الأطراف الشيعية ذلك». وأوضح أن «الاجتماع تطرق إلى إقناع قيادات الحشد الشعبي بإعادة نشر المتطوعين في محاور تكريت لتحريرها بالكامل مع استمرار نشاط التحالف الدولي في معركة تكريت، وفشلت هذه المحاولات أيضاً، وانتهى الاجتماع من دون نتائج تذكر». وكانت قيادات سُنّية بينها نائب الرئيس أسامة النجيفي أيدت مقررات القمة العربية وعملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، فيما أعلن زعيم عشائر الدليم علي حاتم السلمان في بيان أن «العشائر العربية مستعدة للاشتراك في القوة العسكرية التي أقرتها القمة العربية». وأكد ل «الحياة» النائب عن القائمة الوطنية كاظم الشمري، أن كتلته «حاولت ألا تخرج على موقف الحكومة العراقية المتحفظ على بعض فقرات البيان الختامي للقمة العربية. نحن مع تشكيل قوة عسكرية لمواجهة حالات التطرف أو تعرض بلد ما إلى الخطر، لكن بشرط عدم استخدام تلك القوة للعدوان العسكري ضد أي دولة عربية». وكشفت رئيس كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني» آلاء طالباني، اتفاق قادة الكتل السياسية والأحزاب على عدم مشاركة العراق في العمليات العسكرية في اليمن، والدعوة إلى حل هذه الأزمة عن طريق الحوار برعاية الجامعة العربية، في حين أبدوا دعمهم جميع الأطراف التي تحارب تنظيم «داعش». وقالت في بيان إن «الاجتماع كان مخصصاً لتوحيد مواقف الأطراف العراقية من الأوضاع في اليمن والتوترات التي تشهدها المنطقة». وكان الرئيس فؤاد معصوم أكد خلال كلمته في القمة أن «التدخل الخارجي في اليمن لن يكون لمصلحة الشعب اليمني وسيؤدي إلى مزيد من الأخطار». ودعا إلى «إعادة جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات السلمية وتوحيد الجهود لحقن الدماء وإحلال الأمن والسلام»، مشدداً على «أهمية العمل المشترك وتعميق الحوار بين الدول العربية لتحقيق أهداف القمة الاستثنائية».