أتشرف بالتعليق على مقال الأستاذ محمد آل الشيخ الذي كان بعنوان (أنا ومرض السكر والعلاج بالخلايا الجذعية) وأود المشاركة في الموضوع بطرح علمي بحكم تخصصي فالخلايا الجذعية هي خلايا تمتلك القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها وهي خلايا بدائية غير متمايزة تتحول الى أنواع خلوية متخصصة، مما يسمح باستخدامها كجهاز إصلاحي للجسم، باستبدال خلايا أخرى غير وظيفية و الحفاظ على وظيفة الأعضاء الجسمية. تتطور الخلايا الجذعية الى أخرى بالغة وتكمن أهميتها في قدرتها على تكوين أي نوع من أنواع الخلايا المتخصصة كخلايا العضلات، خلايا الكبد، الخلايا العصبية، الخلايا الجلدية وخلايا البنكرياس. يعتقد خبراء البحث الطبي أن الخلايا الجذعية تبعث الأمل في تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو لتشكيل عضو حيوي معين، بالرغم من هذا فإن هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية مما اضطر العديد من الدول لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث العلمية. تعمل خلايا بيتا في البنكرياس السليم على إفراز الأنسولين الذي يتحكم في مستوى السكر في الدم، ويتم الحفاظ علي خلايا بيتا عن طريق التجدد والانقسام المستمر ولكن يُفقد هذا التوازن عند مريض السكري ومن هنا تكمن أهمية استخدام الخلايا الجذعية في ايجاد علاج جذري لمرض السكري من خلال تحول هذه الخلايا الى خلابا بيتا المفرزة للانسولين داخل البنكرياس. أشارت الدراسات التي قامت بها جمعية السكري الأمريكية إلى أن أبحاث الخلايا الجذعية وخاصة الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية تحمل وعوداً كبيرة في البحث عن علاجات أفضل لمرض السكري حيث تسمح هذه الأبحاث للعلماء بالتوصل لأفضل السبل للسيطرة على الخلايا الجذعية وجعلها تنمو مباشرة إلى خلايا أخرى مثل الخلايا المنتجة للأنسولين. يهدف علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية الى حماية خلايا البيتا المتبقية وتجديد الخلايا التي فقدت وظيفتها لتصبح قادرة على ضبط مستوى السكر في الدم، حيث يؤمن العلاج باستخدام الخلايا الجذعية للمريض القدرة على الاستغناء عن الجرعات العالية للإنسولين وأدوية تنظيم مستوى السكر في الدم بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى التوقف عن تناولها بشكل نهائي، كما يُسهم العلاج في الحد من إصابة المريض بالمضاعافات المزمنة المرافقة للسكري. من الناحية النظرية تقدم الخلايا الجذعية العديد من المزايا مقارنة بالعلاجات الأخرى التي تعتمد على الزراعة بجيث توفر مصدرا غير محدود من خلايا بيتا مما يساعد في البحث عن أفضل نوع من الخلايا الجذعية اللازمة لتتحول الى خلايا بيتا كما تتم هذه العملية إما مباشرة في جسم المريض أو في المختبر قبل أن يتم زراعتها. يتطلب تأكيد فعالية وسلامة استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري إجراء المزيد من الدراسات وعلى عدد أكبر من المرضى حيث تشير البيانات المتاحة عن الدراسات المتعلقة بالخلايا الجذعية التي خضع لها عدد من الحيوانات المخبرية وعدد قليل من الأشخاص أن العلاج بالخلايا الجذعية أمر واعد ولكن تتعدد القيود المحيطة به ولكن بتقدم الأبحاث قد تكون هي الحل الأمثل لعلاج مرض السكري.