تطرح في معرض الرياض الدولي القادم للكتاب رواية (متعايش في الرياض)، وهي تحكي قصة خالد مريض الإيدز الذي يعيش في الرياض، وكيف اكتشف إصابته بالمرض، وما الذي نتج له من جراء ذلك؛ فقد انفصل عن ابنة عمه قبل ليلة الزواج بأيام عدة، وانعزل عن أسرته، وصار يبحث عن عمل فلا يجد؛ فمن سيوظف مريض (إيدز)؟ حتى اضطر لأن يعمل سائق تاكسي باحثاً عن لقمة العيش الحلال، إضافة إلى أنه بات يدرك دوره الاجتماعي، فصار يزور بعض الأماكن ليوعي من خطر المرض الذي يحمله. وبعد فترة قرر خالد الزواج من إنسانة تحمل مثله المرض، لكنه وجد معارضة من أهله لهذا الزواج لأسباب كشفتها الرواية. وقد عبَّر بطل الرواية الحقيقي (خالد) بأن هذه الرواية هي حياته الحقيقية، ونقل تفاصيلها بدقة مؤمناً بأن من واجبه تجاه مجتمعه أن يبصرهم بهذا المرض، وأن ينظروا لأفراده بعين الاحترام والتقدير بعيداً عن مسببات نقل المرض، وأنهم قد يتحولوا لأداة تسهم في إيذاء المجتمع، وهذا التحذير هو من الأهداف التي تحملها الرواية وتنبه عليها. ومن جهة أخرى، أكد الأستاذ عبدالله صايل، أحد مؤلفي الرواية، أن هذا واجب اجتماعي، قام به هو وزميله مبارك الدعيلج، بطرح قضية هذه الفئة المهمشة، والتنازل عن حقوقهم المالية والأدبية لصالح بطل الرواية الحقيقي، مؤكداً أن المبدع الحقيقي هو الذي يسخر جزءاً من إبداعه لصالح مجتمعه. أما الأستاذ مبارك الدعيلج فقد أكد أن الناشر كان له دور كبير بعد الله في خروج هذه الرواية؛ فقد تكفل بطباعتها مجاناً، كما أنه تنازل عن جزء من حقوقه المادية لصالح بطل الرواية؛ ما يؤكد أن قضية مرضى الإيدز ليست قضية محصورة على المجتمع السعودي؛ فهي في كل مجتمع، لكن في المجتمع العربي يكون النبذ حليف المصابين به بشكل أكبر. وأضاف الدعيلج بأن هذه الرواية هي من ضمن سلسلة روايات يعتزم هو والأستاذ عبدالله صايل إطلاقها ضمن مسؤوليتهما الاجتماعية، وتعنى بفئات كبيرة في المجتمع ومهمشة، ونأمل بأن ينضم معنا في هذا المشروع عدد من الروائيين السعوديين؛ فتكون الرواية وسيلة دعم كبير للمجتمع. الجدير بالذكر أن رواية متعايش في الرياض ريعها كاملاً سيذهب لصالح بطل الرواية (خالد)، الذي يؤكد أن ريعها سيتبرع به لصالح إحدى الجمعيات المعنية بمرضى الإيدز؛ فهناك من هم بحاجة أكثر منه.