حيثما كان الأميون، وأينما وجدوا في وطننا على اتساعه تأتي محاولات جادة منذ عدة سنوات للوصول إليهم وتشجيعهم على محو أميتهم، بل وتقديم حوافز مادية ومساعدات عينية لاجتذابهم وتطويرهم.. لم تكن وزارة التعليم لتغفل عن تلك الفئة وتسعى للتعجيل بالخلاص من أميتهم في أقصر وقت، وتنويع الجهود لخفض نسبة الأمية إلى أدنى مستوياتها حتى تصبح مملكتنا خالية تماما من الأمية، لذلك سعت وزارة التعليم الى إيجاد برامج غير نمطية خارج إطار التعليم النظامي تكون مساندة لبرامج تعليم الكبار الموازية للتعليم النظامي، بحيث تركز هذه البرامج على محو الأمية الأبجدية والحضارية وتزود الأميات بالمهارات الحياتية اللازمة، من أبرز هذه البرامج برنامج (مجتمع بلا أمية). عن هذا البرنامج تحدثت مدير عام الإدارة العامة لتعليم الكبار الأستاذة فوزية بنت عبدالله الصقر موضحة أن البرنامج أتى في فترة حاسمة تتطلب حشد الجهود لتقليص نسبة الأمية إلى أدنى مستوياتها مع المحافظة على الجودة في الخدمة التعليمية المقدمة للمستفيدات, حيث بدأ العمل بالبرنامج اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني للعام الدارسي 1428- 1429ه بناء على قرار معالي وزير التعليم ليتم تنفيذه في جميع مدن وقرى وهجر المملكة العربية السعودية. وعن فكرته قالت الصقر: تقوم فكرته على الوصول إلى الأميين والأميات في أماكن تواجدهم، حيث يتسم بالمرونة والجاذبية من حيث الزمان والمكان ويعتمد في طريقة تدريسه على تفريد التعليم مع توفير الحوافز المادية والمعنوية لزيادة دافعية الأمية نحو الالتحاق به لتكون عضوا فاعلا في محيطها. وأشارت إلى أهداف البرنامج مبينة أنه يهدف إلى تحقيق أهداف سامية أهمها: محو أمية الأميين في المملكة العربية السعودية وإعلانها خالية من الأمية في أسرع وقت، والوصول إلى الأميين في أماكن تواجدهم والعمل على تحقيق حاجاتهم وحاجات وطنهم, وزيادة كفاءتهم الإنتاجية بشكل يضمن تحقيق الاستفادة القصوى من قدراتهم في مجال العمل وتقديم نموذج لمجتمع متعلم.. وحول المرونة التي تعد من أبرز خصائص البرنامج قالت الصقر: يتسم البرنامج بمرونة عالية حيث ينفذ في أماكن تواجد الأميات ووفق الوقت المناسب لظروفهن، كما تتم تهيئة الفصول في المراكز والمساجد والدور المتبرع بها والمراكز الصحية ودور التحفيظ والقطاعات الحكومية الأخرى. وعن البرامج المقدمة أشارت إلى خطة دراسية تشتمل على مقررات معتمدة ويتم التقويم في البرنامج وفق مهارات التقويم المستمر.. وفي سؤال عن الحوافز التي تدفع الأميات للالتحاق بالبرنامج أوضحت الصقر أنه ولتحفيز الأميات على الاستمرار في البرنامج يتم تقديم حوافز مادية وعينية ومعنوية, حيث يتم منح مكافأة مالية مقدارها 1000 ريال لمن تجتاز البرنامج بنجاح إلى جانب تقديم المساعدات الخيرية التي تقدمها مؤسسات المجتمع المدني, ورجال الأعمال, كما يتم منح شهادة اجتياز برنامج مجتمع بلا أمية, بعد اجتياز مهارات التقويم المستمر. ويحق للدارسة مواصلة التعليم في مراكز تعليم الكبار للحصول على الشهادة الابتدائية. وللمشاركة المجتمعية دور فعال في دعم البرنامج في بداياته, حيث ساهم تبرع المواطنين بجزء من منازلهم في القرى والهجر التي لا توجد بها مدارس للتعليم العام في تسريع جهود محو الأمية, وكذلك من خلال تقديم البرامج التوعوية والتثقيف للملتحقات به. وعن عدد الدارسات اللاتي تم تخرجهن من البرنامج ومحو أميتهن قالت: نتيجة لما وجده برنامج مجتمع بلا أمية من دعم من قبل قيادات الوزارة المتعاقبة فقد تم محو أمية أكبر عدد من الأميات ممن تتراوح أعمارهن بين 15- 60 عاما في فترة وجيزة, حيث تجاوز عدد خريجات البرنامج خلال 6 سنوات (225000) دارسة.