ليس صحيحاً أن وزارة الصحة تعمل وفي ذهنها اعتبارات الرأي العالمي فقط، أو تداري الجهات والمؤسسات والهيئات الدولية دون اهتمام للرأي العام الداخلي، فتبادر في مضاعفة جهودها في إجراءات فيروسات كورونا وأنفلونزا الطيور والخنازير والحمى القلاعية عندما تكون هناك ملاحظة خارجية، أو إذا اقترب موسم الحج والعمرة والزيارة للأماكن المقدسة, ينصب الاهتمام فترة الحج والعمرة: من رمضان وحتى نهاية شهر محرم من كل عام. بالتأكيد أن وزارة الصحة لا تعمل وفق هذا المنهج والتوجه وأن أجندتها مختلفة عن ذلك، فهي تعمل على أكثر من خطة: الوقاية والمكافحة والعلاج، لكن المقلق هو صمت وزارة الصحة هذه الأيام عن تزايد حالات الإصابات بفيروس كورونا في أكثر من مدينة في المملكة وبخاصة مدينة الرياض العاصمة الأكثر حصانة طبياً وبعدها عن مصادر البيئة الحاضنة للفيروس وانتشاره: الأحساء، مكةالمكرمة، جدة. حيث تعد الأكثر إصابة بين المدن، فالأرقام بدأت بالتزايد في مدينة الرياض بعض مستشفياتها الحكومية والآن انتقلت إلى المستشفيات الخاصة وبالتالي تحولت بعض المستشفيات إلى بيئة حاضنة للفيروسات بدلاً من أن تكون البيت الآمن للعلاج والدواء والاستشفاء، تتحول إلى مصدر للإصابة بالفيروسات القاتلة. شهدنا منذ مدة حالات استنفار في المستشفيات ووسائل الإعلام واتخذت الإجراءات المشددة وحالات الطوارئ وصلت إلى إقالات طالت الوزير والقيادات العليا بسبب الفيروسات، وتم تعطيل الدراسة في حالات وإجراءات إدارية وطبية صارمة كلفت الدولة الملايين مقابل التطعيمات وغرف العزل والتعقيم، لكننا هذه الأيام رغم زيادة حالات أنفلونزا كورونا إلا أننا لا نلمس احترازات واحتياطات وإعلان الاستنفار من وزارة الصحة وحماية طلاب المدارس والجامعات، فالخوف أن يتحوّل كورونا إلى مرض مستوطن ويصل إلى درجة الوباء، خاصة أن الشبهة ما زالت قائمة تجاه الإبل (الجمال) والمملكة تعد موطناً للإبل، فوسط المملكة يعتبر الموطن الأصلي للنوق وترتبط شريحة واسعة من المجتمع بالإبل إما بالتربية أو أكل لحومها مع المخالطة وشرب حليب الخلفات، وهنا تكمن الخطورة والخوف أن تتوطّن فيروسات أنفلونزا كورونا إذا لم نكافحها بقوة ومداومة واستمرار. الدول التي أهملت الأوبئة مثل: الحصباء والجدري بأنواعه والكوليرا والطاعون والسل، عادت إليها ثانية رغم أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنه تم القضاء عليها تماماً، إهمالنا وتراخينا في مكافحة كورونا وفي ظل البيئة الاجتماعية والاقتصادية في تربية الإبل وأكل لحومها والمخالطة قد يجعلنا في خطر توطين فيروس كورونا.