رفع صافي يوسف الكساسبة والد النقيب طيار معاذ الكساسبة الذي استشهد حرقاً بالنار على يد العصابة الإجرامية الإرهابية «داعش» تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - وللأسرة الحاكمة في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - وللشعب السعودي، كما هنأ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده بثقة الشعب السعودي ومبايعتهم لهم، وهذه الألفة الكبيرة التي تربط حكام المملكة بأبناء شعبهم. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جاء عقب تقديم صحيفة الجزيرة واجب العزاء لصافي الكساسبة في وفاة نجله الشاب الطيار معاذ الكساسبة، وقال: أسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن يمتعه بالصحة والعافية ويديم على المملكة العربية السعودية الأمن والأمان.. وأضاف: لا أنسى وقفة المملكة مع الأردن في هذه الحادثة ووقوفها الدائم مع الأردن، كما لا أنسى وقفة الشعب السعودي معنا في هذه الحادثة وتعاطفهم معنا وحضور مئات المعزين لي في منزلي ومنهم الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، ومعه أعداد كبيرة من مشايخ القبائل في المملكة العربية السعودية، ولا أنسى موقف رجال الدين في المملكة العربية السعودية، ومنهم سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وأئمة الحرم وعلماء المملكة وتبيانهم جرم هذه العصابة الإجرامية وبراءة الإسلام منهم، وتوضيح ذلك لجميع الناس. لم أشاهد جريمة حرق ابني.. ولن أشاهدها كما تحدث الكساسبة لصحيفة الجزيرة أثناء اللقاء الذي أجري في منزل الشيخ فواز حامد الأصفر شيخ بني عطية في الأردن، حيث قال: علمنا عن بشاعة منظر إحراق ابني وتداول مقطع فيديو الحرق، لكن لم نشاهده لا أنا ولا والدته ولا إخوته ولن نشاهد هذا المنظر الذي بكى له غير المسلم فما بالك بالمسلم، وكيف إذا كان أبوه أو أمه أو إخوته.. لقد فوضنا أمرنا لله وهو حسبنا في هؤلاء القتلة الذين لا يمثلون هذا الدين الإسلامي، وهو منهم براءة. ابني قُتل بعد سقوط طائرته بأيام قليلة وكشف والد الطيار معاذ أن ابنه قتلته عصابة الإحرام بعد سقوط طائرته بثلاثة أيام تقريباً، وكانت داعش تفاوض وهو مستشهد، وأضاف: أرادت هذه العصابة الإجرامية بهذا التفاوض إشعال الشارع الأردني، وإثارة المشاكل وشق الصف، لكن أثبت الشعب الأردني تكاتفه ووقوفه بجانب حكومته، وفي مقدمتهم جلالة الملك عبد الله بن الحسين الذي لا أنسى موقفه، وقال لي في بداية أسر ابني: إن ابنك هو ابني، وكان - يحفظه الله - يُولي هذه القضية جل اهتمامه الكبير والحمد لله كان تخطيط عصابة الإجرام فاشلاً، ونحمد الله على ما كتبه لابني. الشهيد معاذ.. وزيارته السعودية كشف والد الشهيد معاذ أن معاذ كان قبل أقل من عام في زيارة للمملكة العربية السعودية، وأدى خلالها العمرة وكانت والدته ترافقنا، وأضاف: كان معاذ يحمل والدته على أكتافه، وهي تطوف حول الكعبة المشرفة، ويرفض أن تسير على قدميها، وكان طيلة إقامتنا في مكة يأخذها ويحملها ويطوف بها براً بها، وكان من الحريصين على الصلوات وصلاة الفجر وصلة الأرحام وباراً بِنَا جميعاً، لكن لا نقول إلا أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا معاذ لمحزنون. والد الشهيد وذكرياته في الرياضوتبوك تطرق والد الشهيد معاذ للأيام التي قضاها في المملكة قبل ما يقارب الثلاثين عاماً، حيث قال: عملت معلماً في الرياض عدة سنوات، وكنت أسكن في المربع وبعدها انتقلت إلى تبوك وعملت معلماً في قرية تابعة لمحافظة الوجه اسمها الكر، ثم انتقلت لقرية شواق التابعة لمحافظة ضباء، وتحدث عن وساطة لشيخ قبيلة بني عطية الشيخ سالم بن عيد بن حرب - رحمه الله - الذي شفع له من أجل نقل زوجته المعلمة كذلك للقرية التي يعمل فيها واتصاله على مساعد مدير تعليم البنات بمنطقة تبوك في ذلك الوقت الأستاذ ضيف الله عيد العطوي الذي لبّى الشفاعة، وتحدث عن مدير التعليم في ذلك الوقت الأستاذ عبد الرحمن الحجيلي - رحمه الله - وعدد من رجال التعليم. تبوك بعد ثلاثين عاماً وأعرب الكساسبة عن التطور الذي تعيشه المملكة، وكيف شاهد مدينة تبوك التي غادرها عام 1407ه، وكيف هي الآن أثناء مروره بها العام الماضي ومعه ابنه الشهيد معاذ وزوجته، وأكد أن منطقة تبوك نهضت بالتطور في وجود صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك. النقيب جواد يستذكر شقيقه الشهيد معاذ أثناء اللقاء الذي تم في بلدة القطرانة في منزل الشيخ فواز الأصفر كان يرافق والد الشهيد ابنه النقيب مهندس جواد الكساسبة الذي تحدث معنا، وقال: علّمنا والدنا - أطال الله بعمره - الصبر وكان قدوتنا وشقيقي الشهيد معاذ يصغرني سناً - رحمه الله - لكن كان الجميع يحبه لأخلاقه العالية وتواضعه مع الجميع وطاعته لوالديه واستقامته، وكان للتو متزوجاً ونقدّم لكم في صحيفة الجزيرة الشكر على هذا الحضور والحرص. كما قدم والد الشهيد شكره لصحيفة الجزيرة الذي قال: أعرف هذه الصحيفة المتميزة جيداً، وبخاصة عندما كنت في المملكة، وأسأل الله لكم التوفيق.