جميل جداً أن تبدأ مهمتك بانجاز, عمل كبير بدأه الأهلي هذا الموسم واستهله بلقب بطولة كأس سمو ولي العهد بعد فوزه بجدارة واستحقاق على منافسه الهلال في المباراة النهائية التي شرفها ورعاها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله . ظهر الأهلي في مجمل فترات المباراة بمستوى جيد وتغلب على الظروف العكسية الصعبة التي صاحبته خلال مجريات المباراة ومنها النقص العددي بعد طرد الحارس عبد الله المعيوف وقبلها إصابة مهند عسيري، لكن الفريق كان متماسكاً ويلعب كمنظومة واحدة ليحافظ على تقدمه ويحقق اللقب الغالي . يحسب لمدرب الأهلي السويسري جروس قراءته الفنية الجيدة للفريق الهلالي واللعب على قدرات وإمكانيات الفريق رغم غياب نجم خط الوسط البرازيلي برونو سيزار وعدم جاهزية هداف الدوري عمر السومة من بداية اللقاء ليجري تغييرات ناجحة حققت الفوز والبطولة للفريق. رُبّ ضارةٍ نافعة غاب برونو سيزار عن النهائي الكبير ولم يكن جاهزاً عمر السومة وأصيب مهند عسيري وطُرد عبد الله المعيوف جميعها ظروف توالت على الأهلي وكانت صعبة و « ضارة « لكنها « نافعة « بوجود نجوم أكفاء قادرين على التعويض قادوا قلعة الكؤوس لأول ألقابه هذا الموسم، فتهانينا القلبية لإدارة النادي وأعضاء الشرف والجهازين الفني والإداري واللاعبين ومن خلفهم بكل تأكيد جمهور «المجانين». عمل كبير قدمته الإدارة قدمت إدارة النادي عملا كبيرا منذ انطلاقة الموسم بقيادة الرئيس « الشاب « سمو الأمير فهد بن خالد كان نتيجة هذه البطولة الغالية، وبكل أمانة سموه يستحق هذه البطولة نظير ما قدمه وما يقدمه للنادي رغم ظروفه العائلية الصعبة, فعمل سموه ليس وليد اليوم بل من سنوات فمنذ قدومه لرئاسة الأهلي قبل 6 سنوات حقق مع الأهلي 3 بطولات ووصل للنهائي الآسيوي ويكفي أن الفريق الأهلاوي مع سموه ظهر بمستوى مختلف وقدم «كرة جميلة» غاب عنها من سنوات. أما هذا الموسم فبدا واضحاً الاستعداد الجيد من خلال عمل إدارة الأهلي «الدؤوب» بتعاقداتها مع مدرب ونجوم كانوا علامة فارقة مع الفريق وكذلك إقامة المعسكرات بالإضافة إلى نجاحها في استقطاب مستثمر كبير كالخطوط القطرية ليكون عائدها المادي جيد للنادي, لتقدم فريقاً يحقق بطولة وينافس على الدوري بتواجده بالمركز الثاني في سلم الترتيب, ويكفي أن الأهلي الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في مختلف المناسبات, وأستطيع القول إنه الفريق الأفضل في هذا الموسم بلا منازع ! خاصة وأنه الفريق الوحيد الذي تغلب على متصدر الدوري في مناسبتين في بطولتين مختلفتين. شكراً خالد بن عبد الله إذا ذكرت الأهلي في أي مناسبة كانت لابد وأن تذكر الرمز صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الفخري للنادي وهو « الأب الروحي « لكل أهلاوي . كلمة « شكراً « قليلة جداً في حق هذا الرجل الذي قدم الكثير للكيان الأهلاوي منذ سنوات طويلة وأصبح « الرقم الصعب « في رجالات الأهلي , مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه , ولعل هذه البطولة تبعث له شيئاً من الفرحة وتخفف من آلام فقدانه لوالده الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. «الداهية» جروس قدم الأهلي كرة قدم جميلة أشاد بها النقاد والمحللون, وقد عرف مدرب الأهلي « الداهية « جروس كيف يتعامل مع الفريق ويلعب بطريقة متزنة وإيجاد توليفة مناسبة في كل مباراة حسب ظروف الفريق مع عدم المجازفة أو المبالغة, ويمتاز جروس بالحذر والشدة حيث يكون « صارماً « في بعض المواقف أو القرارات التي تتطلب ذلك وهذا ماساعد على نجاحه مع الفريق . ختاماً .. نعم حقق الأهلي بطولة مهمة لكن يجب على الإدارة الأهلاوية أن تفكر بالأهم وأن تعمل على أن تعكس هذه البطولة على الفريق « إيجابياً « لتكون دفعة قوية للمنافسات القادمة خاصة وأن الأهلي تنتظره منافسات كبيرة في دوري أبطال آسيا ودوري عبد اللطيف جميل وكذلك بطولة كأس الملك. - حمود المطيري