أربعة وعشرون عاماً قضتها الأفراس المستوردات حبيسة لإنجاز الذائعة الصيت صيته للإسطبل الأبيض، التي زلزلت في ذلك المساء ميدان الملز التاريخي بفوز مذهل وقاهر للحصن المنافسة على لقب كأس الملك للخيل المستوردة، حاسمةً الموقف لصالحها رغم المسافة الماراثونية للسباق البالغة آنذاك 3400 متر، بوداع لطيف لنخبة الحصن وقتها من منتصف المسافة، برسم الداهية سعود بن رزيق وبقيادة الخيال التركي أرتولكلوتش. وقتها كأنها تقول للراحل الفقيد وفارسها وعاشقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز(سقاه الله من حوض جنته) حينما كان ولياً للعهد وحاضراً لهذا السباق الشهير: ثقتك في اختيار هذا الاسم لي ورؤيتك الثاقبة والفاحصة و(الباخصة) للخيل لن تخيب أبداً. فوز صيته المدوي في ذلك المساء الأبيض، تعالت معه الأصوات ولم يردد المشجعون بقيادة الخيال اللبناني (أحمد الوزنه) حينما دخلت الخط المستقيم سوى (يا صيتا)، لينتهي بعدها مشهداً لا يزال عالقاً في ذاكرة التاريخ الفروسي. يتفق عشاق الخيل أن للأفراس ذات المستوى العالي والطموح تحظى بتعاطف وحب خصوصا حينما تكون في مواجهة الحصن القوية من منطلق جوانب متعددة أهمها تعادل ميزان القوى بين الذكور والإناث في صراع نحو لقب وبصمة تاريخ ، وفي الوقت الذي لا يختلف المحليين عن قوة البطل وطني للإسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمجرد قراءة برنامج سباق اليوم على كأس الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكن هناك لمسة راقية ينشدها الإسطبل الأحمر مع فارسه الأمير فيصل بن خالد، الذي قدم للوسط الفروسي رائعة اسمها نوسيكا تايم التي لم تذق طعم الخسارة في مشوارها السعودي، قد تستحضر التاريخ الذي دعى لكتابة مقدمة هذا الموضوع، وكيف أن هذه الأفراس من الصعب أن تتكرر سنوياً في عالم السباقات. نوسيكا تحاصر الأحمر!!! الكتابة المتخصصة والخوض في عالم سلالات الأبطال تقود إلى اكتشاف مزيداً من القصص التي يحتاجها متذوقي الجوانب الأخرى من الإعلام الفروسي، وفي رحلتنا مع الفاتنة نوسيكا تايم جوانب كثيرة من القصص المثيرة، الفرس نوسيكا تايم والتي تحمل درجة تصنيف تخطت 111 درجة وصلت إلى السعودية بعد أن ظفر بها الإداري سعد بن مشرف في صيف 2014، حينما كان حاضراً لمزاد المانيا اركانا سيلز للأمهار، قاده التجول هناك إلى إنهاء صفقة هدفها تعزيز تواجد الأحمر لهذا الموسم. لتبدأ بعدها سلسلة من القصص المثيرة أولها أنها تعود لأبيها الفحل البطل والمنتج دباوي الفائز بثلاثة سباقات من الفئة الأولى وأمه زمردة بطلة الأفراس في ايطاليا، وهنا النقطة الأهم فالفرس زمردة أمها الفرس جواهر التي يملكها الإسطبل الأحمر!!!! وكانت من أوائل الأفراس التي جلبها بعد عودته للسباقات في بداية التسعينات الميلادية لتأسيس مزرعة الإنتاج المغترة. فهد بن سلمان يدخل في المشهد!!! ولم تقتصر القصص الطريفة والمدهشة في وجود نوسيكا تايم كمرشحة مهمة في أولى مواجهات الذهب التي ستخوضهاالليلة، فالعودة إلى سلالاتها من ناحية الأم تجبرنا للعودة بالذاكرة لمالكاً عملاقاً سطرت إسطبلاته أقوى السباقات العالمية البريطانية، و أفتقده الجميع بعد وفاته وهو الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز (يرحمه الله)؟. وهنا نقطة أخرى تستدعى عرضها على القارئ الكريم من حيث إن أم الفرس نوسيكا تايم هي الفرس نعمات تعود في سلالتها للأم الثالثة لها إلى الفرس روزيا باي والتي تفسر علاقة الراحل الأمير فهد بن سلمان بذلك، في كونها أم جواده البطل ابن بيه الذي صال وجال بعدد من سباقات الفئة الأولى في القارة الأوروبية وقتها، وايضا هي ام الفرس سيرازي بوكيت، وهنا وقفة أخرى وقصة طريفة أخرى تهم عشاق الخيل، في كونها وصلت إلى الأراضي السعودية باختيار موفق من قبل المدرب القدير هلال الشيباني، حيث بعد وصولها ظهرت أبنتها ريد كاميليا بصيت عالي في السباقات الأوروبية، لتتحول بعد ذلك للإنجاب وتقدم البطلة ريد بلوم الفائزة بسباق الأفراس للفئة الأولى في مهرجان الرويال آسكوت العريق، وأيضا أنجبت سيرازي بوكيت في السعودية الفرس الدخول التي انتقلت عقب ذلك للمالك والمنتج بدر العطاوي لتنتقل بعد ذلك للإنجاب خارجياً. ومن الجدير ذكره أن نوسيكا تايم فازت خارجياً بأربعة سباقات في المانيا منها سباق من الفئة المصنفة للفئة الثالثة وسباقين للفئة المخصصة ، وفي رصيدها جوائز تخطت 100 ألف دولار أمريكي.