يعتبر أول لقاء تاريخي جمع النادي الأهلي المخضرم مع شقيقه نادي الهلال كان في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت وانتهى اللقاء الحبي بفوز الفريق الأزرق الذي لم يمض على تأسيسه سواء أربعة أعوام آنذاك وفاز بأول لقب ذهبي (كأس الملك عام 1381 ه) بعد انتصاره الكبير على فرسان مكة (الوحدة) 3\2 في ملعب الصائغ بالرياض بهاتريك نجمه الراحل رجب خميس -رحمه الله. ولأول لقاء جمع النادي الراقي مع زعيم الأندية قصه تاريخية يرويها للجزيرة مؤسس المتحف الرياضي.. والباحث في التاريخ الرياضي الأستاذ (منصور الدوس) الذي خص الجزيرة بصور نادرة لأول مرة تنشر, يقول الدوس: بعد فوز الهلال ببطولة كأس الملك عام 1381 لأول مرة في تاريخه وانتصاره الذهبي على فريق الوحدة الذي كان يطلق عليه آنذاك لقب «الفريق البرازيلي» لكثرة النجوم العمالقة والأسماء الرنانة التي كانت الخارطة الوحداوية تعج بهم .. أمثال حسن دوش وحسني باز والجعيد والبصيري وغيرهم من النجوم ....وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام فقط. أثار هذا اللقب الكبير للنادي العاصمي حفيظة الأهلاويين فأكدوا عدم جدارة الهلال بالبطولة خصوصاً أن النادي الأهلي في ذلك الموسم كان قد فاز بتصفيات دوري مدينة جدة عام 1381ه، وتقرر ملاقاة بطل مكة لتحديد بطل المنطقة الغربية وهو الفريق الوحداوي.. ولأسباب احتجاجية أعلن النادي الأهلي انسحابه من مواجهة فرسان مكة(....)!!! وبالتالي اعتبر فريق الوحدة في ذلك الوقت فائزاً بالانسحاب وتأهلوا للقاء الختامي وقابلوا الهلال الذي كسب أول مواجهة ذهبية (بطولة كأس الملك) برئاسة مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ومؤسس الهلال الشيخ الراحل عبد الرحمن بن سعيد -غفر الله له. ويضيف الدوس قائلاً: إن الرمز الراحل (أبو مساعد) وأثناء احتفال الهلاليين بأول لقب تلقى خطاباً عاجلاً من الإدارة الأهلاوية آنذاك برئاسة الشيخ (عبد الله بحيري) - رحمه الله - طلبت فيه الموافقة على إقامة مباراة ودية تجمع الهلال مع الأهلي في ملعب الصبان بجدة.. على أن يتكفلوا بمصاريف السكن والموصلات والإعاشة للبعثة الهلالية.. وفي هذا السياق كان الأهلاويون مصّرون على إقامة اللقاء الودي الأول.. ليثبتوا أنهم الأحق بالكأس الغالية.. ساعتها لم يتردد مؤسس الهلال ورئيسه آنذاك الشيخ عبد الرحمن بن سعيد على الطلب رغم ظروف الفريق الأزرق المتمثلة في إيقاف تمارينه أكثر من شهر بعد المواجهة الذهبية التي جمعت الهلال مع الوحدة الذي أقيم في 20-8-1381ه, وانقطع اللاعبون عن التمارين كفترة توقف حتى نهاية شهر رمضان لأن الأنشطة الرياضية كانت تتوقف في شهر رمضان, وأضاف: بعد تسّلم ابن سعيد الخطاب الأهلاوي جمع لاعبي الهلال وأخبرهم بأنهم يرغبون إقامة لقاء ودي مع بطل الكأس فوافق الجميع، وكان مؤسس الهلال أكثر من حرص على ذلك، لأن هذه المباراة الحبية ستعزز من سمعة وشهرة فريق لم يمض على تأسيسه إلا أربعة أعوام فقط. وفي شهر شوال من الموسم ذاته غادرت بعثة الهلال بالطائرة إلى المنطقة الغربية لخوض غمار التحدي الشهير. واستقبل الأهلاويون البعثة الهلالية وعلى رأسهم رائد الرياضة السعودية الأول وباني الأمجاد الأهلاوية الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله -الذي تكفل بكل بمصاريف الضيوف. وفي 10-10-1381ه أقيم لقاء التحدي الأول بين الأهلي وبطل الكأس القادم من العاصمة الرياض (الهلال) في ملعب الصبان، وكانت مدرجات الملعب مكتظة بالجماهير التي جاءات لمشاهدة البطل الجديد.. ونجح الهلال في الفوز بالمباراة التاريخية عندما تمكن مهاجمه المعروف (مبروك الدبلي ) من هز شباك الحارس الأهلاوي الراحل (ياسين صالح )-رحمه الله - من تسديدة عنيفة من مسافة 50 ياردة, في منتصف الشوط الثاني مزقت الشباك الأهلاوية وهو -بالمناسبة - أول هدف في تاريخ الناديين.. وكان هدفاً صاروخياً لا يصد ولا يرد.. شكل أبلغ رد على من شكك في الإنجاز الهلالي الكبير.. الذي رسم ملامحه وصنع مجده مؤسسه الراحل ورمزه لعصامي الشيخ الراحل عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله.