فقدت المملكة والأمتان العربية والإسلامية قائداً بارزاً شامخاً، وحاكماً وإماماً ورمزاً للأمة، كرّس حياته لخدمة دينه ووطنه وشعبه وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وقد أكرم الله الملك عبدالله -رحمه الله- بصفات جليلة وصفات قيادية وسياسية وخبرة ورؤية وحكمة وحنكة ودراية وخصالاً مميزة، وكان -رحمه الله- رحيماً ودوداً ورؤوفاً برعيته، عاش بفطرته على صفاء القلب ونقاء السريرة وسلاسة الصدر، أحب رعيته فأحبوه وبادلوه الحب بحب والود بود، ولقد سعى بجد وإخلاص إلى وحدة الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياها في المحافل الدولية، وامتدت يداه الكريمتان لتواسيا المحتاج وتداويا العليل في أرجاء المعمورة، وسار بمملكتنا إلى مصاف الدول المتقدمة، وإلى بر الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش والرخاء، فلا غرابة أن ترى الحزن والأسى العميق من شعبه الوفي على فراقه، فجميع أفراد المجتمع من جميع فئاته حزنت عليه وأصابها لوعة وأسى، على فراق ملك الإنسانية، ولقد تحقق في عهده الميمون إنجازات باهرة، التي منها على سبيل المثال لا الحصر: تحقيق المملكة معدلات نمو عالية على المستوى الاقتصادي من حيث زيادة دخل الفرد والفائض المالي الذي حققها الاقتصاد السعودي، وارتفاع مخصصات الضمان الاجتماعي، كما اهتم -رحمه الله- اهتماماً بالغاً ببناء الإنسان وجعله هدف التنمية، لذلك أمر بإنشاء الجامعات في مختلف مناطق المملكة، وأقر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى الدول المتقدمة في مختلف التخصصات بهدف إعداد شباب المستقبل وجيل مزود بالعمل والمعرفة الجديدة الحديثة في شتى الفنون والتخصصات الدقيقة، والتزود بمهارات التقنية المتطورة لمواكبة التطوير التقني في القرن الحادي والعشرين، ومن أهم الإنجازات التي تحققت في عهده الميمون توسعة وعمارة الحرمين الشريفين غير المسبوقة، حيث شهد عهده أكبر توسعة للحرمين الشريفين، فهذه الإنجازات غيض من فيض وسيبقى ذكر الملك عبدالله -رحمه الله- ذمره حياً عالياً بمآثره العظيمة، ومما خفف مصابنا أن تولى زمام الحكم الملك سلمان بن عبدالعزيز المعروف بحنكته وبُعد نظره وخبرته الطويلة من خلال المناصب والمهام والمسؤوليات القيادية التي تولاها -حفظه الله-. وفي الختام، نسأل الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله المغفرة والرحمة والمثوبة، وأن يسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم لدينه وأمته ووطنه، كما أسأل اللهأن يعين ويوفق ويبارك ويسدد خطى قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز لما فيه خير البلاد والعباد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.