بصراحة.. كانت فاجعة, كانت مؤلمة, كانت مرعبة, كانت مربكة, نعم إنها سنة الحياة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ترجل الفارس العربي الأصيل، رحل ملك القلوب وحبيب الشعب، رحل الملك الطيب رحل قائد هذه الأمة وحكيمها نعم لقد رحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى جوار ربه، رحل بعدما أفنى حياته وسنوات عمره في خدمة دينه ووطنه وشعبه. نعم رحل بعدما كون قاعدة الحرس الوطني لسنوات طويلة، رحل بعدما تصدى للشدائد والصعاب ووقف في محنة مرض أخيه الملك فهد رحمه الله .. نعم وقف يدير شؤون البلاد وشعبه بكل عز وشموخ طوال مرض أخيه نعم، رحل بعدما قاد بلاده عقدا من الزمن في عالم مضطرب ومتقلب، نعم رحل بعدما اطمأن على سير قيادة بلاده، رحل بعدما وضع كل الأسس والترتيبات لضمان استمرار الاستقرار السياسي لبلاده، رحل بعدما شهدت البلاد في عهده قفزات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة رحل بدون أن يسيء أو يغضب أحدا، نعم رحل وقد سامح جميع من أساء إليه، رحل بعدما تسامح مع الجميع حتى من حاولوا إيذاءه رحل بعدما تنازل عمن حاولو اغتياله، رحل بعد أن وزع جهده لخدمة بلاده وجميع بلاد المسلمين.. رحمك الله أيها الملك المتواضع السمح المتسامح لم يفقدك أبناءك أو أحفادك أوشعبك، لقد فقدك العالم بأسره لقد نعتك الكرة الأرضية عن بكرة أبيها لا يعوضنا ولا ينسينا ولا يجبر مصيبتنا إلا الإيمان والإيمان فقط فقضاء الله وقدره ماض على الجميع ولا حول ولا قوة إلا با الله العلي العظيم لا أملك لك يا والدي إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة فرحم الله ملكنا أبا متعب طيب القلب والنية {قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. سلمان ملكاً مبايعة ولي الأمر واجب لما فيه صالح البلاد والعباد ومبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز واجب على كل مواطن على ارض الوطن أو خارجه، ولكن والحق يقال: إن مبايعتنا لهؤلاء الحكام ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب فمنذ تأسيس هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- ونحن جميعا مع ولي أمرنا وحكامنا وليس بين الشعب والحكام أي حواجز أو معوقات، فحكامنا منا وفينا، فهذا اخو وهذا ابن عم، واليوم والجميع يعاهد الملك سلمان على السمع والطاعة على كتاب الله وسنه رسوله إنما هي تكملة لسلسلة الملوك الذين رحلوا بعدما أدوا الأمانة وخدموا دينهم وبلادهم وشعوبهم ولكن الملك سلمان الذي بزغت عيوننا عليه وهو أميرا للرياض وما حولها بل أمير لنجد وقبائلها وحاضرتها وباديتها لمدة تزيد على 50 عاما رافق من خلالها جميع ملوك هذه البلاد من عهد الملك سعود وحتى عهد الملك عبدالله- يرحمه الله- لقد كان الساعد الوفي والمستشار النير والمرافق المخلص والحكيم الهادي، ومن خلال هذه التجربة الطويلة والعميقة والفراسة المعهودة عنه حفظه الله يطمئن الشعب بمختلف أطيافه ويزداد ثقة بقيادته كيف لا وهو من كان ولي العهد الأمين ووزير لدفاع رغم إن ملكنا حفظه الله عرف عنه قربه من الناس وزيارته للعويل من مختلف المجتمعات وقربه من العلماء، إن السعوديين طوال تاريخهم لم يكونوا قلقين يوما على حاكمهم أو من يسير في بلدهم أو يسير شؤونهم لأن الثقة والمحبة والصلة قد جعلت هذا الشعب الوفي يتجاوزكل هذه العقبات ويثق في قيادته التي سخرها الله لخدمة هذا الدين والبلاد المقدسة والشعب الأبي، فسر يا ملكنا سلمان بن عبدالعزيز في قيادتنا والله يرعاك، فقد بايعناك بقلوبنا قبل حناجرنا أو أيدينا والله يرزقك البطانة الصالحة التي تعينك وتدلك علي الخير ولما فيه مصلحة البلاد والعباد انه سميع مجيب الدعاء. نقاط للتأمل - نعم فقدت البلاد قائدها ووالدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذه سنة الحياة والعوض في إخوانه وأبنائه أن يسيروا علي نهجه فقد أسر القلوب قبل أن يأسر العيون- رحمك الله- يا أبامتعب رحمة واسعة وألحقك بالصالحين. - يا أبا متعب حتى لو حضورك غاب عنا بالبدن يبقى شموخك بيننا في كل وقت وكل حين. -كان آخر قراراته لأبنائه شباب بلاده اعتماد إنشاء 11مدينة رياضية على غرار جوهرة جدة المشعة. -انتقال السلطة بهذه السلاسة والسهولة لدينا يؤكد في كل مرة أن شعب هذه البلاد شعب سمح ومحب لقيادته وإننا ولله الحمد سائرون على ما ورد في كتابه الكريم وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام. - كان موقف لاعب منتخب الإمارات علي مبخوت موقفا مشرفا وأصيلا عندما لم يحتفل بهدفه أمام منتخب اليابان حزنا على فقيد الأمة. - أتمنى أن يستفيد صاحب القرار لدينا من التجربة الآسيوية الفاشلة وعمل الحلول الجذرية المناسبة وفتح صفحة جديدة لشباب هذا الوطن، والأخذ بتوصيات الراحل الملك عبدالله وتحقيق أمنيته في رفع مستوى الرياضة لدينا. - غدا تختتم البطولة القارية في لقاء يتوقع أن يكون قويا بين منتخب البلد المستضيف استراليا ومنتخب كوريا المتميز والقوي. - أتمنى في هذا العهد الجديد والزاهر بإذن الله أن يتم تحويل رعاية الشباب إلى وزارة كبقية دول العالم وأن يقتصر دورها على العمل الرقابي بعدما تكون جميع اتحاداتنا قد أصبحت عملا مؤساتيا ويدار بطريقة استثمارية بحتة. خاتمة - اللهم اجعل موتانا ممن يقال لهم «هذه الجنة التي كنتم توعدون» (ونلتقي دائما عبر جريدة الجميع»الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي).