كسا رحيل خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز جموع الشعب السعودي بكافة مكوناته والمقيمين على أرض المملكة بسحابة من الحزن والأسى، وإزاء هذا الحدث الجلل الذي تأثر له الجميع أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (حفظهم الله) وإلى الأسرة الحاكمة الكريمة والشعب السعودي الوفي والأمتين العربية والإسلامية في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. لقد جسدت المشاعر الحزينة التي أحاط بها الشعب السعودي الوفي وقيادته الرشيدة رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) المكانة الرفيعة والتقدير الكبير اللذين حازهما رمز الإنسانية في قلوب محبيه من أبناء شعبه عبر إنجازات فريدة مثلت نقلة نوعية وقيمة مضافة في حاضر ومستقبل المملكة، كما عكست مشاركة عشرات الوفود العربية والإسلامية والدولية في مراسم العزاء الأدوار المؤثرة التي ظل الفقيد الكبير يقودها في مجالات التعاون والسلم الدوليين وهو ما عزز للمملكة مكانتها كمحرك أساسي في المنظومة الدولية. إن الوقوف على إنجازات الملك عبدالله ليعيد إلى الأذهان الجهود الجبارة التي أرساها (رحمه الله) للتناغم مع معطيات العصر وتحدياته ومتطلباته، فكان ما تحقق من إنجازات موضع إشادة العديد من الخبراء والمخططين الدوليين لعمق تأثير المشاريع النوعية المنجزة على حياة المواطنين من جهة وعلى دور المملكة الإقليمي ومكانتها الاقتصادية الدولية من جهة أخرى. وفي مشهد الإنجازات المتحققة يحتل التعليم العالي بشواهده العديدة موقعا متقدما في منظومة التحولات الجارية لتهيئة عنصر بشري فاعل ومؤهل للاضطلاع بأعباء التنمية ومن ضمنها زيادة عدد الجامعات المحلية التي تنتظم مدن المملكة لتسجل حضورها وتجسد نقلتها الحضارية وتضع بصمتها الثقافية، وليتم دعمها ببرنامج خادم الحرمين الطموح للابتعاث الخارجي ليصل بمجموع المستفيدين منه إلى 150 ألف مبتعث ومبتعثة تلقوا معارفهم النوعية في أكثر من ثلاثين دولة قدمت جامعاتها أجود البرامج الأكاديمية والمنتجات الدراسية في مختلف التخصصات التقنية والصحية بما يمثل إضافة حقيقية للموارد البشرية المؤهلة لتلبية استحقاقات برامج التنمية الطموحة التي تنتظم بلادنا. إننا إذ نودع بقلوب واجفة ملكا محبوبا جعل الوطن ونماءه وازدهاره على رأس اهتماماته ورخاء المواطن ورفاهيته نصب عينيه، فإننا نستقبل ملكا أحب الوطن والمواطنين فبادلوه المحبة أضعافا، ملك محنك خبر السياسة والإدارة منذ نعومة أظفاره، لقد جسدت الصفوف الطويلة من المواطنين لأداء البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أجمل معاني الولاء والوفاء من المواطنين تجاه ملك قلدوه قيادة الوطن وتطوره ونمائه ليواصل مسيرة البناء لوطن العطاء. أعانه الله ووفقه. إننا وبلادنا ترفل ولله الحمد في نعمة وفيرة وخيرات كثيرة لنسدي الشكر لله سبحانه وتعالى أن قيض لهذه البلاد نعم الأمن والاستقرار وحرص ولاة أمرها على تحكيم شرعه القويم ومراعاة أداء حقوق الناس بما أنزل الله، والوصل بأبناء الوطن وبناته متفقدين أحوالهم بما عكس للعالم أجمع أقوى ملاحم الوحدة الوطنية ووحدة الرأي التي ترجمت أفضل المواقف في دعم القيادة وتعزيز توجهاتها. د. محمد عبدالعزيز العوهلي - وكيل وزارة التعليم العالي