بسم الذي خلقَ وأمات، وأعطى الملكَ وقدر تعاقبَ الولاة، وجعل لكلِ دولةٍ رجال، ولكل صولةٍ فرسان، جادَ سبحانه على هذه البلاد بأن كانت قِبلةً، وشرعها منهاج، وولاتها إخوة، وشعبها واعٍ، والكلُّ في ثبات، لا تغيرُهم الأحداث، لأن الدستورَ واحدٌ والوطنَ واحدٌ والهمَ واحدٌ والمصلحةَ واحدةٌ والهدفَ واحد، ولا غرابةَ في ذلك التوافقِ الذي يشك فيه البعضُ أو يشكك، لأن (الأساسَ متينٌ والرواسي لن تميد)، وما اعتنقه الجميعُ كان عن حبٍ وقناعةٍ وعمقِ إيمان، بأنه المنهجُ الصالحُ لكل زمانٍ ومكان، وأنه المنقذُ عندَ المصائبِ وتسارعِ الأحداث، والكفيلُ بخيرَي الدارين، فليعلمِ القاصي والداني بأننا نؤمنُ ونعي ونعني ما نقول، من أننا نسيرُ وفقَ ثوابتٍ سماوية، ونمضي منذُ عهدِ المؤسسِ على ما عقد عليه العزم، ومعه الآباءُ والأجداد، متوكلين على الله ومستعينينَ به على أمورِ الدنيا والدين، فلم يخذلهم، وكل يجددُ ويؤكدُ بأننا أمةٌ وسط، وأنه لاعزةَ إلإ بالله، وأن ربَّنا واحد، ودينَنا واحد، ووطنَا واحد، وشعبَنا واحد، ومصيرَنا واحد، نحيا ونموتُ ونتوارثُ هذا المجد، ونفديه بالأموالِ والدماءِ والأولأد، نُعزي أنفسَنا في من ترجلَ من موقعِه بأمرِ الله، ونبايعُ الخلفَ ونشدُ عضدَه على أمرِ اللهِ وسنةِ رسوله، بلا تفريطٍ ولا إفراط، بل كما شاء اللهُ ثم ارتضى الجميع، (أمةً وسط) وجنوداً للدفاعِ عن الدينِ ثم المليكِ والوطن، وهذا ما أرفعُه باسمِ أهالي محافظة الخرجِ للقيادةِ والشعب، معزينَ ومبايعين، وكلُنا حامدٌ و شاكر.