الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: قال تعالى {فَإِذَا جَاء أجلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (61 سورة النحل). فُجعت الأمتان العربية والإسلامية وأبناء الوطن الغالي الأشم المملكة العربية السعودية بوفاة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - وما تأثر الجميع بفراقه ودعواتهم له إلاَّ دلالة - بإذن الله ومشيئته - على حب الله سبحانه وتعالى له، أسأل الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويدخله فسيح جناته إنه على كل شيء قدير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قال: «إذا أحَبَّ الله تعالى العبد، نادى جبريل: إنّ الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فُلاناً، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». متفق عليه «فيحبه أهل السماء»: أي الملائكة الأطهار، ومصداق هذا الحديث قول الله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}. والشعر الشعبي موثق الولاء والوفاء لولاة الأمر الكرام - أطال الله عمرهم وأدام عزهم - منذ عهد مؤسس الوطن وموحده على كلمة (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه -. يقول شاعر الحربيات «العرضة السعودية» فُهيِّد بن دحيّم - رحمه الله - : صعبةٍ أفعالنا لي بغاها غيرنا وكلمة التوحيد حنَّا عمار رسومها وها هم الشعراء الشعبيون ومنهم الشعراء الشعبيون السعوديون امتداداً لما في أعناقهم من بيعة توارثوها من آبائهم وأجدادهم تجاه دوحة العز الأسرة المالكة الكريمة يسطرون أنبل الوفاء ويجسدونه عبر قصائدهم رفيعة المضامين التي يدعون من خلالها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرحمة والمغفرة، ويبايعون سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - يبايعونه على السمع والطاعة في المنشط والمكره. يقول الشاعر محمد العريعر: إن مات فارس بالوطن فيه فرسان وبلادنا بالعز يطرخ سعدها هذي هي الراية على كف سلمان وطيورنا دايم ينومس هددها كما يصور الشاعر نايف الرشيدي ما اختص الله به المملكة العربية السعودية من الأمن والأمان، وهي مزية تضاف لما سواها مما يعتز به أبناء الوطن من لحمة وطنية ومحبة صادقة في الله لولاة الأمر الكرام - أطال الله عمرهم وأدام عزهم -، كما يشير إلى ما اختص الله به أبناء المملكة العربية السعودية دون غيرهم على كل الأصعدة بفضل الله ثم بفضل ما سارت عليه البلاد منذ عهد مؤسسها وموحدها الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - وعهد أبنائه الملوك من بعده - رحمهم الله - «سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله» حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - : من كف عبد الله إلى كف سلمان تداول السلطة: سريع، وحضاري هذا يغيظ أعداء ويعز خلاَّن من حق شعب المملكة لو يماري ووجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية التي عبر عنها الشعراء الشعبيون في قصائدهم في كل وسائل الإعلام مستقاة من مصادر التشريع الإسلامي، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ}، (59 سورة النساء). وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - يقول: «من خلع يداً من طاعةٍ، لقي الله يوم القيامة ولا حُجَّةَ لَهُ، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتةً جاهلية. رواه مسلم. وفي تشبيه بليغ مؤثر يصف الشاعر عارف سرور الوطن بأسره بالبيت الواحد والأسرة الواحدة في المصاب الجلل وهو فراق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - : البيت هذا فقد واحد من أركانه وكلٍ يعزِّي ابوه واهله وأمّه ماهو فقيد البلاد وصعب نسيانه هذا فقيد القلوب البيض والأُمّه ويقول الشاعر دحيم النومسي: مرحوم يا خادم البيتين عبد الله يا شامل الشعب في عطفك وبأفضالك أقولها والجروح دموع مِنهلّه ياعل في جنة الفردوس منزالك ويقول الشاعر راشد بن جعيثن: الفاجعة أكبر من الحزن والموت ما مات واحد ماتت آمال أمّه نادوه لكن ما رجع به صدى الصوت الله يوسِّع لحد قبرٍ يضمّه ويقول الشاعر راجح المغيري: وقِّفي ياظعون ونوخي يا ركايب ما على زخرف الدنيا طراة وحسوفه من سمعت الخبر ودموع عيني سكايب والفتى دمعته تنزل ليا احتر جوفه وفي قصيدة تفعيلة رثائية كتبها الشاعر عبد الله عبيان اليامي يقول: صباح الحزن يا بلادي.. صباح الجرح والأحزان.. يتامى كلنا ننادي.. يابو متعب ياخو سلمان.. ودمع الناس متهادي.. من سكاكا إلى نجران.