اطلعت على مقال الأستاذ سعد الدوسري في صحيفة الجزيرة عدد (15449) وتاريخ 24 ربيع الأول 1436ه بعنوان (نتائج الحلاوة المصاص)، وبداية أشكر الكاتب الذي طرق باباً من الأهمية بمكان في واقعنا الحاضر والذي نحتاج فيه لجرأة للحديث عنه بكل الجدية والشفافية، وأقول: التعليمُ في المملكة يُواجِهُ مشكلاتٍ عديدةً وكبيرة ومعقَّدة في نفس الوقت، ولكن يجب علينا أن نبحث عن حلولٍ لتلك المشكلات، ومن وجهة نظري أرى أن التعليم في المملكة يبدأُ من الأسرة، فيجب على الأسرة أن يغرسوا في أبنائهم أهميةَ التعليم وأهمية المدرسة، كما أن المدرسة في المراحل الابتدائية لها دور كبير أيضًا في نفس الاتجاه، وتعليم الأبناء أن الله أمرنا بالعلم وأنه سيعود بالفائدة عليهم، ثانيًا: تشديدُ الرَّقابةِ على المدرِّسين وعلى العملية التعليمية من جهة وزارة التربية والتعليم، لأن العملية التعليمية استقامتها ستؤدي لاستقامة الدولة كلها وتقدُّمِها، واعوجاجُها سيعود بالضرر على الدولة ككل وعلى كل المؤسسات، وتأتي تلك الرقابة من خلال المتابعة وعقاب المقصِّرين ومكافأة المدرِّسين من ذوي الكفاءة وهكذا، كما أنه يجب رفع رواتب المعلِّمين حتى يساعدهم ذلك على إعطاء العملية التعليمية كل ما بوسعِهم، إلى جانب الاهتمام بالمناهج التعليمية وتحويلِها من مناهجَ نظريةٍ عقيمةٍ إلى مناهج عملية ويتم توفير المعامل العلمية والمكتبات، وجعلها متاحة لكل الطلاب في كل الأوقات. وهناك دورٌ كبير على الدولة وهو توفيرُ ميزانيةٍ كافية للتعليم والمؤسسات التعليمية إلى جانب تشديد الرقابة على المدارس الموجودة بالقرى والمناطق النائية؛ لأنها تكون بها أكبر قدر من الفساد. ومهم جداً أن يطلع المعلم بدوره الصحيح مع تطور وسائل التعليم، فالمشاهد لطفالنا اليوم يدرك تطورهم من ناحية ارتباطهم بالتقنية الحديثة وتفاعلهم مع نمطيات التقنيات المتسارعة وأجيال الهواتف الذكية المتقدمة جيلاً يسقط جيلاً آخر خلال سنوات أو أشهر وجيزة، هذا ما يضع المعلم أمام تحديات صريحة وقوية تدفعه لمواكبة كل ما يستجد في عوالم التقنية والتي يمكن للتلاميذ أن يحصلوا عليه ويطوعوه لصالح أفكارهم ومحيطهم الذي هم يتفاعلون معه. وجميل إشارة الأستاذ سعد الدوسري والتي اختصرت مسافات طويلة من اختلاف الأجيال ب(الحلاوة المصاص) والتي تضعنا أمام الفارق الزمني الطويل بين الحلاوة المصاص وبين تطبيقات الهواتف الذكية ومهارات هذا الجيل ومدى نبوغه الذهني.