أثارت فضولي عبارة وجهها شخص لآخر في مناسبة إجتماعية نهاية الأسبوع المنصرم، بعد أن عاتبه الأول بقوله (وينك مالك شوفه)؟! فأجابه الآخر (اللي يبي الضيوف ما يصك بابه)! وبعيداً عن شأنهما الشخصي يهمني هنا سلبية لا تبررها مشاغل الحياة؛ فالآباء والأجداد أيضاً لهم مشاغل حياة، بل إن الحياة كانت أصعب بما فيها مصادر الرزق مما هي عليه الآن، ومع هذا كان الكرم هو عنوان سيرة الرجل وجزء لا يتجزأ منه، وعليه فإن من تشرّب عادات آبائه وأجداده يجب أن يُفَعّل امتدادها الإيجابي من خلاله، ثم من خلال أبنائه من بعده مهما برر البعض بأن من يزور صاحبه بات عليه أن يتصل سابقاً، وكأنه في موعد عمل مرتبط بالزمان والمكان لا بالعادات والتقاليد والخصال الحميدة. يقول الشيخ راكان بن حثلين -رحمه الله-: ياما حلا الفنجال مع سيحة البال في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيله هذا ولد عمٍ وهذا ولد خال وهذا رفيقٍ ما لقينا مثيله ويقول الشيخ تركي بن حميد -رحمه الله-: دلال فوق النار دايم مجاليس اكرامهن حقٍ علينا لزومي ويقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري -رحمه الله-: يا بجاد شب النار وادن الدلالي واحمس لنا يا بجاد ما يقعد الراس ودقّه بنجرٍ يا ظريف العيالي يجذب لنا ربعٍ على أكوار جلاّس ومن أجمل القصائد في هذا المعنى قصيدة للشاعر محمد بن شلاح المطيري -رحمه الله- يقول فيها: امل الوجار وخلّوا الباب مفتوح خوف المسيّر يستحي ما ينادي نبغى إلى جاء نازح الدار ملفوح وشاف البيوت مصككه جاك بادي يقلط لديوانٍ به الصدر مشروح ورزقه على رازق ضعاف الجرادي يا نمر ما في صكّة الباب مصلوح ولا هي بلنا يا مضنّة فوادي تصلح لمخلوقٍ يبي يستر الروح ناشي عليها معتمدها اعتمادي يا نمر لو المرجله سدو مسدوح كلٍ نقزها حر والاَّ برادي لكنّها من دونها المر مطروح وارضٍ تبي من بذر فعلك سمادي رجَّال تقصيره مع الناس مسموح لا حيث ماله في القديمه شدادي ورجَّال تقصيره مع الناس مفضوح وكل يقول النار تخِّر رمادي