خيبة أن يخطئ طبيب، وتخسر امرأة القدرة على الإنجاب بخطئه..، غير أنّ الخيبة تتفاقم حين يطلِّقها زوجها لأنها لم تَعُد قادرة على الإنجاب..! وخيبة أخرى هي أنّ ما قدروه ثمناً لخسارتها هو فقط مبلغ (150 ألفاً) بينما خسارتها مدى الحياة..!! يقول الخبر: إنّ «نوف العنزي» ذات السبعة وعشرين ربيعاً أُجريت لها عملية في مستشفى حائل، وأخطأ الطبيب فاستأصل، وزاد فاعترف، وزيد فأقرّ المستشفى بالخطأ، وزيد فحُكم لها بتعويض (150 ألفاً).. أجل فقط مئة وخمسون ألفاً نصيبها من خسارتها جزءاً مهماً في جسدها..، وزيد فطلّقها زوجها، أجل طلّقها رفيقها.. وزيد عليها الاجتثاث..!! من جهة أخرى، في جانب آخر من الخبر فإنّ امرأة تشجع فريقاً في كرة القدم، فتقدم له «نصف مليون» من الريالات مقابل خسارة منافسه..!! ولا مقارنة بين الخسارتين على الإطلاق..! ذلك لأَنْ تفقد شابة في مقتبل العمر قدرتها على الإنجاب بفعل خطأ طبي، ويكون المقابل «150 ألفاً» فقط لا غير..؟! فإنها خيبة بالغة..!! وتجرُ خيباتٍ أُخَرْ ..! لكن الأكثر فداحة في هذه الخيبات، هي التي تعرّضت لها نوف بلا ذنب، وهي أن يطلِّقها زوجها..؟! فما ذنبها..؟ وأين الفضل، والرحمة ؟؟ وأين الرِّفق، وعدالة الموقف..؟ وأين المؤازرة الإنسانية بالدفاع عنها، وشد عضدها في مثل هذه الأزمة، بل الكارثة..؟ ترى ما العلاقة الإنسانية التي تقوم عليها الأُسر كما يفترض، وتؤسس لها رفقة الحياة إن لم تتجلَ قويةً في مثل هذه الكارثة..؟! ثم، ما موقف وزارة الصحة من هذه الحادثة..؟ هل يُكتَفَى بطلب التعويض من قِبَل الطبيب، ثم ترحيله حسب ما أورد الخبر..؟ أم هناك ما لا ندري من إجراءات صارمة، وتكليف يعادل فداحة الخطأ كما نتوقع..؟ هناك في العالم الذي يعطي الحيوان حقه، ويعوِّضه بأضعاف المئة وخمسين ألفاً حين يتعرّض للأذى، يفعل فيعوّض الإنسان بملايين الدولارات حين يتعرّض لخطأ طبي قد يكون أيسرَ من خطأ اجتثاثِ جزءٍ رئيسٍ، وحيوي في جسد امرأة، وهذا الجزء يتعلق بأهم طبيعة بشرية فيها، فيحرمها منه بلا مهارة، ولا دقة طبية. الخيبات التي لحقت بنوف امتدت مرارتها إلينا.. فليعوِّضك ربك يا صغيرتي أضعاف ما يسعد قلبك، وينبت ثمارك، ويعزز حياتك، وصبرك، فآخرتك فوزاً رحيماً..، وما اختبأ لك عند الرحمن أفضل إن شاء تعالى.