أصدرت الهيئة الصحية الشرعية بالمدينة المنورة قراراً بتغريم طبيب بمستشفى 60 ألف ريال، بعد إدانته بارتكاب أخطاء طبية أدت إلى وفاة مواطنة، وعلى الذين يستغربون من أن مبلغ الستين ألفاً هو مبلغ منخفض جداً للتفريط في حياة إنسان، وأن هذا المبلغ يعادل في بعض الأحيان راتب الطبيب لشهر في بعض المستشفيات، بحيث أن الطبيب يستطيع أن يغطي دية 12 مريضاً سنوياً وهو مرتاح، إلا إذا كان هذا الطبيب لا يخطئ كثيراً، أو أن أخطاءه لا يتم عادة كشفها وفضحها إلا مرة واحدة في العام أو في العشرة أعوام مرة، فإن راتب شهر لتغطية حياة مريضة ليس بذاك الأمر العويص، لكنه سيزداد «عواصة» لو أن القتيل بالخطأ كان رجلاً فهذا سيكلفه راتب شهرين، لأن التعويض سيكون 120 ألفاً. فهذا التعويض في الحقيقة جاء على سبيل الدية الشرعية، وليس معتمداً على فداحة الخطأ المهني والتفريط في حياة إنسان أو على الخسائر التي تسبب بها فقدان رب أو ربة الأسرة والآلام التي نتجت عنه. وبحسب نظام العقوبات فإن دية المرأة هي 60 ألفاً بينما دية الرجل 120 ألف ريال، وهكذا ستعرفون أن قيمة روح المرأة بنصف قيمة روح الرجل مع أنه سبحانه وتعالي قال: «وخلقناكم من نفس واحدة». إن الجدل الذي يمكن أن يثيره خطأ في التحكيم بين فريقين رياضيين. أو خروج نادي الهلال من بطولة كأس آسيا أكثر مما يمكن أن يثيره اكتشاف أن دية المرأة نصف دية الرجل وأن قيمة حياة المرأة تساوي نصف حياة الرجل، أما عن الأدلة والمقاييس التي جعلت قيمة روح المرأة تبلغ نصف روح الرجل فهي قياسات تتعلق بالإرث، فبما أن المرأة ترث نصف ما يرث الرجل فإن قيمتها لا بد تساوي نصف قيمته. وإن لم تعجبكم هذه فعندي لكم قصة أعجب عن رجل قتل زوجته غيلة فحكم عليه بدفع الدية 60 ألفاً ثم حق له أخذ جزء من هذه الدية على أساس أنه وريثها، من قدك يا رجل!؟ معظم النساء لا يعرفن هذه الحقائق لأنهن لا يتعرضن لحقائق ما بعد الموت أو يكن قد متن فما الفائدة، لكنهن يعرفن جيداً ما توقعه عليهن تنظيمات الطلاق والزواج والحضانة والنفقة، فالمرأة الموظفة لا تعرف مثلاً أن راتبها على الدرجة نفسها والمستوى أقل من زميلها الذكر، وأن أول ما تفكر مؤسسة التقاعد بتطييره هو راتبها التقاعدي إذا كان زوجها له راتب تقاعدي، كما أنها لا تستطيع توريثه لأبنائها على رغم أنها دفعت حصتها كاملة طوال سنوات عملها، لا أحد يعرف أيضاً أن المرأة التي تتعرّض للدهس لن تكون قيمة ديتها أكثر من ستين ألفاً، لهذا يتخصص بعض رجالنا في دهس النساء بكل أشكال الدهس معنوي أو مادي. [email protected]