نعم الأيام التاريخية تدوّن في الذاكرة وتبقى يتناقلها جيل بعد جيل ، يذكرني ذلك عندما تشرّف جدنا الشيخ عبد المحسن بن محمد أبابطين بزيارة كريمة من الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل في منزلنا بروضة سدير عام 1327ه وتناول طعام العشاء ، وزادنا شرفاً أن نتلقى رسالة من الإمام وكانت من أقدم الرسائل، وأصبحت هذه الزيارة الميمونة ذكرى عطرة لنا بعد ذلك. واليوم تتجدد هذه المكارم بأن يرعى أميرنا المحبوب أحمد بن عبد العزيز آل سعود حفل تكريمنا للعم عبد العزيز سعود البابطين، وينوب عنه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور نايف بن أحمد بن عبد العزيز، وبعد مرور 25 عاماً من العطاء والإنجاز في الخدمات الإنسانية والاجتماعية وفي الشعر والأدب وحوار الحضارات هذه لرحلة الربع قرن، وحقق من خلالها الكثير والكثير في الثقافة والشعر بإنشاء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وخلال هذه المدة أقامت المؤسسة اثنتي عشرة دورة وسبعة ملتقيات أدبية، وأصدرت إنجازات المؤسسة أكثر من مائتين وستين إصداراً عن الشعر والشعراء في مقدمتها معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين. كذلك إنجاز 25 مجلداً في معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين تضمنت 11 ألف شاعر، والعمل جار في إصدار معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات، كما أصدرت المؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين أحفاد الأمام البخاري، وهي جائزة سنوية هدفها ترميم الجسور الثقافية الأصيلة بين الأمة العربية والدول الإسلامية المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي . كما أنشأت المؤسسة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في دولة الكويت وقام بافتتاحها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح 2006م وتضم المكتبة مئات الآلاف من الكتب القديمة ونوادر المخطوطات وأكثر من 4685 رسالة جامعية، كما أنّ رئيس مجلس أمناء الجائزة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين قد تبرع بإنشاء مكتبة البابطين في القدس ومركز البابطين للترجمة، وتهدف إلى دعم حركة الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية وبالعكس، كذلك إنشاء مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية، وهدفه نشر دواوين الشعر المخطوطة ونشر الكتب التراثية التي تمثل الشعر مادتها الرئيسية . كما قام الشاعر عبد العزيز البابطين بعمل بعثة سعود البابطين للدراسات العليا 1974م، وهي تقدم كهدية للشعوب الإسلامية في جمهوريات آسيا الوسطى . (100) منحة سنوياً للدراسة الجامعية في شتى جامعات العالم علاوة على ( 50 ) منحة سنوية لأفريقيا (100) منحة للطلبة العراقيين وتشمل المنح نفقات التعليم والسكن والسفر والأكل والكتب والملابس والعلاج. وقد وصل عدد من تخرجوا من هذه البعثات وحتى الآن أكثر من 8000 خريج. كذلك يتهم الشاعر عبد العزيز البابطين بالدورات التدريبية لعلم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية، وهي دورات مجانية بدأ تنظيمها منذ سنة 2000م بالتعاون مع أكثر من 57 جامعة عربية وأجنبية، وتخرج من هذه الدورات ما يزيد على 20 ألف خريج وإلى جانب هام وله تأثيره اهتم الأستاذ عبد العزيز بإنشاء مركز عبد العزيز سعود البابطين لحوار الحضارات 2005 م ويعنى هذا المركز بالتعاون مع الجامعات العربية والأجنبية في الإشراف على (كراسي عبد العزيز سعود البابطين) للدراسات العربية، ومن اختصاص هذا المركز : - دورات تدريبية للمرشدين السياحيين في إسبانيا تخرج منها 118 مرشداً وذلك في مسجد قرطبة. - كرسي عبد العزيز سعود البابطين للدراسات العربية في جامعة قرطبة. - كرسي عبد العزيز سعود البابطين للدراسات العربية في جامعة غرناطة. - كرسي عبد العزيز سعود البابطين للثقافة واللغة العربية في جامعة ملقا. - كرسي عبد العزيز سعود البابطين للدراسات العربية في جامعة إشبيليا. - جائرة عبد العزيز سعود البابطين العالمية للدراسات التاريخية والثقافية في الأندلس. - مركز الكويت للدراسات العربية والإسلامية. - معهد البابطين للحوار بين الثقافات. - صندوق البابطين لتعليم اللغة العربية بجامعة ميتشجن في الولاياتالمتحدةالأمريكية. - إنشاء 25 مدرسة وكلية ومعهداً تبرعاً. - مدرسة الأمير أحمد بن عبد العزيز في مالي. كما قام العديد من الشعراء والأدباء وطلبة العلم بتقديم دراسات جامعية حول شعر عبد العزيز سعود البابطين. وقد نال الشاعر عبد العزيز سعود البابطين على العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية تجاوزت 14 شهادة دكتوراه فخرية من مختلف دول العالم. إلى جانب 20 وساماً رفيعاً من رئيس جمهورية تونس وملك الأردن وجائزة الملك فيصل العالمية والكويت ولبنان واليمن وملك إسبانيا وحاكم عجمان ومن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ومن رئيس جمهورية القمر ومن البرلمان الأوربي ومن الاتحاد العربي. إلى جانب تكريم الشاعر عبد العزيز سعود البابطين من العديد من الجهات الخاصة والعامة داخل وخارج العالم العربي. هذه بعض من إنجازات الشاعر الأديب العم عبد العزيز سعود البابطين. حفظه الله وشكر الله سعيه في خدمة الإنسانية ونشر العلم والحفاظ على تراثنا الشعري القديم والحديث، وكما أعرف عن شخصه الكريم رغبته الصادقة في المزيد نحو خدمة هذه الأهداف النبيلة. ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة تقديم جزيل الشكر والعرفان لكل من دعم مكتبة سدير الوثائقية بالكتب، أو من أضاف إلى المتحف تراثيات هامة ومنهم: سعادة الأخ الأستاذ أحمد بن سعد السريع رئيس مركز المعشبة الذي اعتذر عن الحضور لظروفه الصحية شفاه الله. الأخ علي بن صالح السعداني، والأستاذ المتجدد في مجال الثقافة وحفظ التاريخ وراق الجزيرة الأخ يوسف بن محمد العتيق. ودارة الملك عبد العزيز ، ومؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وعلى رأسها رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك ، والشكر للنادي الأدبي بالرياض ، والنادي الأدبي بالأحساء . والشكر لمعالي الأستاذ عبد الرحمن أبو حيمد، وأبناء المؤرخ الشيخ أحمد الدامغ رحمه الله. الشيخ عبد الله بن حمد الحقيل ، والأستاذ محمد بن إبراهيم السويح. والأستاذ حمود المزيني ، والشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي. والدكتور محمد بن ناصر الشثري ، مكتبة سعود البابطين بالرياض. مكتبة البابطين بالكويت، صندوق أسرة آل أبابطين. ويسعدني أن أشير إلى أن مكتبة سدير الوثائقية والتي افتتحها سمو الأمير قد جعلناها نواة لكافة ماكتب عن إقليم سدير قديماً وحديثاً وعلى أن تضم أيضاً كل ما ألّفه أهل سدير من كتب الدين والشعر والأدب، وتكون مرجعاً لكل باحث في تاريخ هذا الإقليم العزيز على نفوسنا، وذلك عن طريق الدخول على موقع المكتبة أو باستعارة الكتب اللازمة وبحمد الله وبهذه الزيارة والتكريم قد احتوت المكتبة على ما يزيد على 5000 كتاب. إلى جانب المتحف والذي أيضاً سوف يشمل جميع التراثيات المستخدمة في إقليم سدير وغيره، سواء في الأعمال الزراعية أو الصناعية والحرف اليدوية وبعض المخطوطات والوثائق التي تخص هذه المنطقة وغيرها.