في يومي الثلاثاء والأربعاء 28 و29 جمادى الآخرة 1434ه (9 و10 أبريل 2013م)، أتيحت لي الفرصة أنا وعدد من الأساتذة الفضلاء من ذوي الاهتمام بالشأن الثقافي، وهم: د. أحمد الضبيب، ود. عبدالرحمن الشبيلي، ود. زياد السديري، ود. عبد العزيز المانع، والأستاذ حمد القاضي، والأستاذ محمد رضا نصر الله، ود. ناصر الجهيمي، لزيارة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، في مقرها الرئيس بالكويت الشقيقة، للمشاركة في إحدى الفعاليات الثقافيَّة التي دأبت المكتبة على إقامتها. ومن خلال ما شاهدناه من إنجازات ثقافيَّة وأدبيَّة حققتها المكتبة خلال مدة وجيزة، وما تقوم به إدارتها من جهود مشكورة في خدمة الشعر العربي وتوثيقه، وخدمة الباحثين في تاريخ الأدب العربي عمومًا؛ فقد رأيت أنّه من المناسب إعطاء الباحثين تعريفًا قصيرًا بهذا الصرح العلمي الخليجي، تقديرًا لهذا الصرح الثقافي والقائمين عليه. تعد مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، أول مكتبة متخصصة في مجال الشعر العربي عالميًا. وقد تَمَّ وضع حجر أساسها في 22 شوال سنة 1422ه الموافق 6 يناير 2002م، وتَمَّ افتتاحها في 10 ربيع الأول 1427ه الموافق 8 أبريل 2006م، تقع في قلب العاصمة الكويت على مساحة اثني عشر ألف متر مربع تقريبًا، وصمم مبنى المكتبة على شكل كتاب مفتوح من واجهتها الأمامية والخلفية، كدلالة موضوعية على المضامين التي يرمز إليها، وهي أول مكتبة في دولة الكويت بمبنى ذكي «Smart Building» بالإضافة أن جميع كشافات المكتبة آلية، ومتاحة على أيّ جهاز حاسب آلي موجود داخل المكتبة وخارجها. ويتكون مبنى المكتبة من عدَّة طبقات موزعة على النحو التالي: الطابق الأرضي: ويشتمل على القاعة الرئيسة، وقاعة الموادّ السمعية والبصرية، وقاعات الحاسب الآلي والإنترنت، وقاعة مُتعدِّدة الأغراض، ومركز التصوير، والديوانية، والمصلى، والمقهى. الطابق الأول: يحوي مجموعات المكتبة من كتب الشعر العربي بداية من العصر الجاهلي، مرورًا بباقي العصور، حتَّى العصر الحديث، كما يوجد ركن خاص بالقراءة والكشافات الآلية، ومكتب الخدمة المرجعية، بالإضافة إلى قسم الرسائل الجامعية المتخصصة في مجال الشعر العربي. الطابق الثاني: ويتَضمَّن مكتبة الشيخ عبدالكريم البابطين، التي تضم أكثر من (100 ألف) كتاب ودورية في التخصصات كافة، وتتمُّيز هذه المجموعة بأنّها تحتوي على أوائل المطبوعات العربيَّة، ومجموعات الكتب النادرة، ويحتوي الطابق أيضًا على قسم المخطوطات، وركن مكتبة النجاة الأهلية، بالإضافة إلى الكشافات الآلية، ومكتب الخدمة المرجعية. الطابق الثالث: ويضمّ الإدارة والمُوظَّفين القائمين على توفير كل ما تتطلبه المكتبة من مستلزمات مهنية وفنيَّة وإداريَّة وتقنيَّة. كما يضمّ مبنى المكتبة مسرحًا يتسع لعدد (400) فرد، وهو مجهز بأحدث التقنيات الحديثة، ويحتوي المسرح على غرفة التحكم، وغرفتين للترجمة الفورية. وأخيرًا؛ فإنَّ مكتبة عبد العزيز البابطين هي أول مكتبة رقمية متخصصة في مجال الشعر العربي عالميًا، وجميع العمليات الفنيَّة اللازمة في المكتبة تتم عن طريق نظام آلي متكامل، وتضم المكتبة (33) قاعدة بيانات، ومجموعة من البرمجيات لذوي الاحتياجات الخاصَّة منها نظام إبصار للمكفوفين، وبرمجيات للصم والبكم، وبرمجيات لصعوبات التعلّم ومرض التوحد، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الإلكترونية الأخرى، ويمكن للزائرين الاتِّصال المباشر بشبكة الإنترنت من أيّ موقع في المكتبة. ومما ينبغي تثمينه للمكتبة والقائمين عليها وعلى رأسهم مؤسسها وراعيها الشيخ عبد العزيز بن سعود البابطين، ما تقوم به من جهود مشكورة لجمع التراث العربي والإسلامي من المخطوطات والكتب النادرة والدوريات القديمة، فضلاً عمَّا تقدمه لخدمة الباحثين، وجعل كل محتويات المكتبة متاحة للباحثين بِكلِّ يسر وسهولة، دون تعقيدات، أو بيروقراطية، كما الحال في بعض المراكز البحثية في بلادنا التي تضع العراقيل وتسوق التبريرات والتسويفات من أجل التهرُّب من تزويد الباحث بما يرغب الحصول عليه من المعلومات والمصادر البحثية!