أبدى عدد من الزملاء الإعلاميين الخبراء تحفظهم على وضع فريق الهلال لكرة القدم وإدارته منذ أن خرج الهلال من دوري أبطال آسيا، حيث فشلت الإدارة في احتضان الفريق ولم شمله بعد الهزة القوية بخسارة النهائي .. وقد تحدث الزملاء ل( الجزيرة ) بشكل مباشر عن آرائهم وتحفظهم على الطريقة التي يدار بها الزعيم في ثنايا هذا التحقيق: تساءل نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم الأستاذ محمد البكر في بداية حديثه ل( الجزيرة ) وقال (من خطف الهلال !؟ من أبعد القرارات الهامة والحساسة عن حضن جماهيره !؟ من الذي يتحدى هذا الجمهور العريض !؟) وأضاف: كلها أسئلة لا زالت تتردد في مجالس الهلاليين وما أكثرها. الجواب الذي يتفق عليه غالبية الجمهور الأزرق هو «أعضاء الشرف من الأمراء» !! أما أنا فأقول إن «مال أعضاء الشرف» هو الذي خطف الهلال من جماهيره. أعرف أن معظم أعضاء الشرف من الأمراء كان لهم الدور الكبير على مر السنين فيما حققه الهلال من بطولات محلية وخليجية وعربية وقارية تحت مظلة الحكمة والمصلحة الهلالية الخالصة البعيدة عن الحسابات الأنانية والمواقف الشخصية. لكنهم اليوم منغمسون حتى الثمالة في أنانية لا حدود لها، وفي مكابرة لا مخرج منها. إن اعتماد هذا الكيان الكبير على دعم هؤلاء الشرفيين هو فشل ذريع لكل الإدارات التي مرت على الهلال في السنوات العشر الماضية . فهو السبب الذي جعل من أعضاء الشرف قوة تتصرف وكأن الهلال جزء من أملاكهم الشخصية، يعينون من يرون ويبعدون من يختلف معهم لأسباب في معظمها شخصية لا مهنية. لو طرحنا قضية الهلال للجماهير الهلالية العريضة لوجدنا آلاف الآراء التي يرى أصحابها أنها السبب وراء هذا التراجع الهلالي المخيف. لكنها لن تتعدى حضور الرئيس أو اختيار هذا اللاعب أو الاستغناء عن ذلك المدرب، ومع تقديري لكل تلك الآراء فإنني أقول إن الأزمة الهلالية هي أزمة إستراتيجية سواء في القيادة الإدارية أو الميدانية أو الاستثمارية، فالهلال أكبر من اجتهادات أو قرارات تبنى على ردود فعل وقتية. من جانبه قال الزميل صالح الحمادي: أعتقد أن علة الهلال الرئيسية هي علة إدارية حيث فشل رئيس الهلال منذ البداية في إحضار طاقم إداري جيد، فمعظم من أحضره الرئيس هم دخلاء على الهلال ولا أحد يعرفهم ولا يفهمون في كرة القدم والرياضة ودهاليزها. وأشار الحمادي إلى أن الخطأ في الأساس هو تجديد إدارة الهلال لأربعة أعوام جديدة. وقال: يفترض بعد نهاية هذا الموسم أن يتخذ الأمير عبدالرحمن بن مساعد القرار الذي هو من مصلحة الهلال وهو الاستقالة حسب وجهة نظري.. وأبدى الحمادي تحفظه الشديد على طريقة إدارة الهلال سواء من الإدارة أو حتى تدخلات أعضاء الشرف. وقال إنهم يضربون في لحمة الهلال بهجومهم على إعلام الهلال، وكذلك تنفيذ مصالحهم بعيدا عن مصلحة الكيان وهذا أمر مؤسف بكل تأكيد. مشيرا إلى أن الهلال في المرحلة المقبلة يحتاج إداريين أكفاء سواء من المواطنين أو الأمراء، ولا يحتاج لمثل الموجودين حاليا، مقترحا اسم الدكتور عبدالله العثمان. وقال: أتمنى أن أشاهده في الهلال كرئيس أو على الأقل يعمل في المجال الرياضي من خلال اللجنة الأولمبية، فقد أثبت نجاحه كإداري ونحن نحتاج مثقفين أمثاله ويفهمون في الإدارة . من جانبه قال الزميل عبدالمحسن الجحلان: الإدارة علم مستقل وعلى ضوء التخطيط بعيد وقصير المدى تتجلى المعطيات متى ماكانت مبنية على رؤية واسعة، والناتج الإداري دائماً يتضح بعد مرور ستة أشهر من العمل فيبدأ الحصاد، والعمر الافتراضي للياقة الادارية ينتهي بعد أربع سنوات، تلك الاستهلالية ربما تنطبق على إدارة الهلال الحالية التي استلمت الفريق الأول وهو في كامل عافيته البدنية والفنية والعناصرية، وبالتالي حصدت إنجازات متوالية غير أن البناء السابق حينما بدأ بالتواري ولم يجد البديل كان طبيعيا أن يكون هناك انحدار، وهو ما اتضح خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عمر الإدارة الحالية التي لم تحقق سوى بطولة عابرة والمتمثلة بكأس ولي العهد، في حين كان التراجع عنوان الزعيم الآسيوي بسبب ضعف الكوادر المحلية والأجنبية، علاوة على الأجهزة التدريبية التي تولت قيادة الفريق وتحديداً الألماني دول والفرنسي كومبارية والكرواتي زلاتكو، واخيراً الجابر وريجي، فالجميع لم يضع بصمة بقدر ماكان يجسدها الروماني كوزمن والبلجيكي جيرتس، وان كان الجميع سقط في الاختبارات الآسيوية بسبب سوء التدبير الإداري. خلاصة القول: إدارة الهلال الحالية لاتستفيد من أخطائها بل تتكرر مع مطلع كل عام وبذات الوقت لاتقف جنباً إلى جنب مع الجهاز الفني، وبالتالي سيعطي الأخير الحبل على الغارب وسط سبات، وطبيعي أن يكون السقوط مآل الفريق في المحك الصعب كما حدث في الصراعات الاسيوية وبعض المنافسات المحلية. باختصار: إذا كان الهلاليون يريدون تحقيق البطولات المحلية والخارجية فالادارة مطالبة بدراسة مكمن السر في تحقيق ذلك، ولن نذهب بالبعيد، فإدارة الامير بندر بن محمد والامير سعود بن تركي حرصت على استقطاب المهاجمين كسيرجو وبيصر والكاتو هذا الثلالي الذي حقق اخر ثلاث بطولات اسيوية للفريق، وهذا مؤشر كفيل بمعرفة غياب هلال البطولات واذا لم يكن بمقدور الادارة مسايرة الظروف الحالية فعليها أن ترحل لأن الهلال ليس مكانا للوجاهة، لأن العمل الناجع لايتحقق إلا بالمال ومن يخطط برؤية واسعة وهناك فرق من يأتي للإدارة ويغيب البطولات والإدارة التي تأتي لتصنع البطولات.