أيد مجلس الأمن الدولي إنشاء مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي ستبقى في أفغانستان لتدريب ومساعدة وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية بعد تسلمها المسؤولية الأمنية بالكامل في البلاد، وفقا لقرار صدر يوم الجمعة. وتبنى المجلس بالإجماع نص الترحيب بالاتفاق بين حلف الأطلسي وأفغانستان لإقامة مهمة «الدعم الحازم» غير القتالية اعتبار من أول كانون ثان/يناير التي من شأنها قصر دور حلف الأطلسي على التدريب والمساعدة وتقديم المشورة. ورحب المجلس أيضا برغبة المجتمع الدولي في مواصلة دعم أفغانستان مع انتهاء مهمة قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف الناتو في أفغانستان (ايساف) بنهاية الشهر الجاري بعد 13 عاما من التدخل العسكري. ومن المقرر بقاء نحو 12500 جندي أجنبي في أفغانستان في إطار مهمة «الدعم الحازم»، والتي ستشمل 9800 جندي من الولاياتالمتحدة و800 من ألمانيا والبقية من الدول الأعضاء في الحلف وشركاء آخرين. ولن تقود قوات المهمة أي عمليات قتالية، لكنها سترد على أي هجمات تتعرض لها. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين حذرت من انسحاب القوات الدولية من أفغانستان بصورة متسرعة.وفي مستهل زيارتها الحالية لأفغانستان،قالت الوزيرة المنتمية إلى تحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي ليلة الجمعة/السبت الماضية في مطار مدينة مزار الشريف إنها تؤيد «خروجا بطيئا وليس نهاية مفاجئة» لمهمة حلف شمال الأطلسي التي استمرت على مدار 13 عاما. يذكر أن الحلف سينهي مهمته القتالية في أفغانستان بحلول الحادي والثلاثين من كانون أول/ديسمبر الجاري لكنه يعتزم الإبقاء على قوة تعدادها 12 ألف جندي لتقديم التدريب والدعم والمشورة للقوات الأفغانية.ولم يعلن الحلف بعد عن مدة المهمة الجديدة التي تحمل اسم «الدعم الحازم» ويشارك الجيش الألماني فيها بقوة يصل عددها إلى 850 جنديا. وقد هبطت طائرة فون دير لاين صباح السبت في معسكر مارمال بالقرب من مزار الشريف وهي آخر قاعدة عسكرية للجيش الألماني في شمال أفغانستان. وتعد هذه هي ثالث زيارة تقوم بها فون دير لاين لأفغانستان منذ أن شغلت منصب وزير الدفاع وقد أشادت الوزيرة الألمانية بالتقدم الذي أحرزته أفغانستان خلال السنوات الماضية وقالت إن «من المؤثر جدا مدى الشجاعة التي تسير بها هذه البلاد». في الوقت نفسه أعربت فون دير لاين عن قلقها حيال الوضع الأمني الراهن مشيرة إلى تنامي هجمات حركة طالبان حيث لقي ألماني من موظفي إحدى منظمات الإغاثة حتفه أول أمس الخميس في تفجير انتحاري في مدرسة في العاصمة كابول.