كشف الدكتور/ عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بأن جماعة الحوثيين هي التي تحكم اليمن حالياً. وقال الدكتور الإرياني: «إن الدولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم البلاد، وجماعة الحوثيين كفئة سياسية جديدة على المسرح اليمني هي التي تتحكم». وأضاف الأرياني في حوار نشرته أسبوعية «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية: «الحركة الحوثية تمثل حركة سياسية غير مدنية تسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق والوسائل العسكرية». وأشار إلى أنه يصعب تشخيص ما يجري في البلاد بشكل دقيق نظرًا لاختلاط الأوراق، لافتاً إلى أن الوضع الذي يعيشه اليمن اليوم هو وضع «شاذ» بكل ما في الكلمة من معنى. وقال: «ما نراه في كل مؤسسة وفي كل وزارة تصرفات قوة سياسية طابعها عسكري لا يحكمها القانون، ويؤسفني أن أكون قاسيًا، لكن الكذب على الشعب محرم، في إشارة إلى تدخلات الحوثيين في مؤسسات الدولة من عمليات اقتحام وفرض مطالب». وأوضح الدكتور عبد الكريم الإرياني أن من بين الأسباب الرئيسة لسقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد المسلحين الحوثيين: «ضعف القوات المسلحة، وربما تأثيرات عليها سهلت لهم المهمة»، غير أنه لم يوضح طبيعة تلك التأثيرات. وعبر المستشار السياسي للرئيس اليمني عن رفضه لخوض الحوثيين معارك بذريعة مكافحة الإرهاب. وقال: «الدولة ومؤسساتها هي المخولة بهذا الدور وليس لأحد أن يقوم بذلك إلا إذا كان جزءًا منها»، وذلك في إشارة إلى المواجهات التي يخوضها الحوثيون مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن. وأضاف الدكتور الأرياني: «هناك بلا شك قاعدة (تنظيم القاعدة) اصطدموا معها في (رداع) بمحافظة البيضاء (وسط)، لكن أن يروا أنفسهم أنهم موكلون أو مكلفون ومطلوب منهم القضاء على الإرهاب في البلاد، فنحن نهنئهم إذا كانوا قادرين على ذلك.. لكن الإرهاب ظاهرة لا يمكن أن تواجه بحركة غير منضبطة وغير منتظمة تتقاتل مع الناس أينما وجدت للقتال مبرراً لها». من جهة أخرى، قصف مسلحو تنظيم القاعدة قاعدة العند الجوية بمحافظة لج فجر أمس الخميس. وأوضحت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في بيان على صفحة تابعة لها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن مقاتلي التنظيم أطلقوا في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق من صباح أمس الخميس ستة صواريخ جراد على قاعدة العند الجوية. وأضافت التنظيم أن العملية جاءت رداً على عمليتين فاشلتيللقوات الأمريكية لتحرير الرهينة الأمريكي الصحفي لوك سومرز واللتين أسفرتا عن مقتله. غير أن مصادر في قاعدة العند أفادت أن القذائف سقطت في مناطق رملية وأن الدبابات أطلقت قذائف على مصادر النيران. وكانت قوات أمريكية نفذت عملية فاشلة في منطقة وادي عبدان بمحافظة شبوة السبت الماضي لتحرير الصحفي الأمريكي لوك سومرز غير أنها فشلت في مهمتها، وأسفرت العملية عن مقتلة برصاص القاعدة بالإضافة الى مقتل 10 من تنظيم القاعدة وامرأة وطفل من أهالي بلدة عبدان. في السياق نفسه، حمَّل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولية مقتل رهينتين أميركي وجنوب أفريقي السبت الماضي في اليمن خلال عملية عسكرية أميركية فاشلة، في فيديو نشر الخميس على الإنترنت. وقال ناصر العنسي القيادي في التنظيم في الفيديو «قام أوباما باتخاذ قراره الخاطئ الذي اعتبر توقيعاً للحكم بالإعدام على مواطنه الأميركي لوك سومرز وعلى الرهينة الجنوب أفريقي بيار كوركي». وقتل الرهينتان خلال عملية فاشلة نفذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية السبت في جنوب شرق اليمين عشية انتهاء مهلة من ثلاثة أيام حددها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مهدداً بإعدام الرهينة الأميركي إذا لم تلب الولاياتالمتحدة مطالب لم يحددها. وقال ناصر العنسي إن أوباما أمر بشن العملية «رغم تحذيرنا له من مغبة الإقدام على أية حماقة بهذا الصدد إلا أنه أصر على ذلك».