قُتل الرهينة الأميركي، لوك سومرز، المختطف لدى تنظيم «القاعدة» في اليمن أمس مع رهينة آخر جنوب أفريقي بيير كوركي، خلال عملية تحرير فاشلة وغامضة نفذتها وحدة «كوماندوز» أميركية بالتعاون مع قوات خاصة يمنية في محافظة شبوة، وتضاربت الأنباء في شأن تفاصيلها، فيما أكدت واشنطن رسمياً مقتل مواطنها وآخر جنوب أفريقي وأعلنت السلطات اليمنية سقوط عشرة مسلحين خلال العملية التي رافقها قصف جوي واشتباكات مع الخاطفين. وكان موقع وزارة الدفاع اليمنية أعلن في البداية تحرير الصحافي الأميركي خلال العملية، إلا أن مصادر عسكرية يمنية وأميركية أخرى أفادت بمقتله خلال محاولة تحريره إلى جانب الرهينة الجنوب أفريقي الذي كان التنظيم خطفه السنة الماضية من مدينة تعز مع زوجته التي أفرج عنها لاحقاً إثر تدخل وسطاء قبليين. كما تحدثت مصادر يمنية عن عملية أميركية يمنية مشتركة، لكن المصادر الرسمية الأميركية أكدت أن القوات الأميركية شنت لوحدها العملية. وأكد شهود محليون ومصادر في الجيش اليمني ل «الحياة»، «أن طائرة أميركية من دون طيار قصفت مواقع للتنظيم في وادي عبدان بمديرية نصاب حيث كان يُحتجز الرهينتان بالتزامن مع عملية إنزال جوي لقوات أميركية ويمنية مشتركة اشتبكت مع عناصر «القاعدة» الذين كانوا يحرسون الرهينتين قبل أن يطلقوا عليهما النار». وتحدثت مصادر غير رسمية عن «إصابة الأميركي خلال الاشتباكات وقالت إنه «فارق الحياة متأثراً بجراحه بعد فشل مساعدته طبياً»، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه قُتل بمجرد بدء عملية الكوماندوز. وجاءت العملية عقب ثلاثة أيام من تهديد التنظيم بإعدام سومرز الذي عمل مصوراً وصحافياً قبل اختطافه من صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2012، وبعد نحو عشرة أيام من محاولة سابقة أخفقت في تحريره ونجحت في إنقاذ ثماني رهائن كانوا محتجزين في أحد كهوف حضرموت. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية مقتل عشرة من عناصر التنظيم في عملية عسكرية وصفتها بأنها «نوعية وناجحة» في وادي عبدان آل دقار بمحافظة شبوة، بينهم قيادي في التنظيم يدعى مبارك الحرد. في غضون ذلك أفادت مصادر أمنية «الحياة»، بأن مسلحين مجهولين يُرجح أنهم من «القاعدة» نصبوا أمس مكمناً لعربة للجيش اليمني في محافظة مأرب، شرق صنعاء، وأطلقوا النار عليها أثناء مرورها على الطريق الواصل بين مأرب ومفرق الجوف، ما أدى إلى قتل جنديين على الأقل وجرح أربعة آخرين. وفي واشنطن، دان الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أمس ما وصفه ب «القتل الهمجي» لمواطنه، وجدد التزام حكومته سياستها الرافضة التفاوض مع الخاطفين. وقال إن «الولاياتالمتحدة لن تدخر جهداً في استخدام كل قدراتها العسكرية والاستخباراتية والديبلوماسية لإعادة الأميركيين إلى موطنهم سالمين أينما كانوا، وسيشعر الإرهابيون الذين يسعون لإيذاء مواطنينا بالذراع الطويلة للعدالة الأميركية». وكان التنظيم بث على الإنترنت تسجيلاً ظهر فيه القيادي نصر الآنسي وهو يهدد بإعدام الصحافي المختطف، وأمهل واشنطن ثلاثة أيام لتلبية مطالب قال إنها «تعرفها جيداً»، محذراً في الوقت نفسه من أي محاولة لتحرير الرهينة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في اليوم نفسه أن الولاياتالمتحدة حاولت تحرير عدد من الرهائن في اليمن بينهم الأميركي لوك سومرز، لكن الجنود لم يعثروا على المواطن الأميركي. وكانت وسائل إعلامية عدة نقلت وقتها أن قوات خاصة يمنية مدعومة بكوماندوز أميركي شنت أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عملية ضد مسلحي «القاعدة» في محافظة حضرموت لتحرير مجموعة من الرهائن بينهم أميركي وجنوب أفريقي. وجاء مقتل الرهينة الأميركي غداة اشتباكات ليلية بين جماعة الحوثيين ومسلحين سلفيين في بلدة القاعدة القريبة من محافظة تعز استمرت في شكل متقطع حتى صباح أمس. وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات أسفرت عن قتيل وعدد من الجرحى قبل أن يسيطر الحوثيون على الموقف ويفجروا مبنى يضم صيدلية يملكها أحد السلفيين اتهمته الجماعة بالاشتراك في الحرب ضدها في منطقة دماج في محافظة صعدة. إلى ذلك، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العقيد سعيد الفقيه ل «الحياة» أنباء سيطرة الحوثيين على الكلية الحربية في صنعاء، في حين دعا وزير الدفاع محمود الصبيحي «إلى تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز اليقظة القتالية لمواجهة الإرهاب ومنع حدوثه باتخاذ عدد من التدابير الاحترازية وتوجيه الضربات الاستباقية». وجاء تصريح الصبيحي أثناء حضوره أمس حفلاً أقيم لمناسبة الذكرى الأولى للهجوم الدموي على مستشفى مجمع الوزارة الذي نفذه انتحاريون من تنظيم «القاعدة» وقتل فيه 58 شخصاً غالبيتهم من الأطباء والممرضين والمرضى، إضافة إلى عشرات الجرحى.