ذات يوم حدّثني عابرٌ.. بمبدأ أن التضحية ثمنها غالٍ جداً إذا قوبلت بالنكران.. كنت مستمعة جيدة له، ولكن لم أعر كلامه أي اهتمام.. بل زدت في نفسي: الناس تختلف عن بعضها، ولكن لم أعلم بأنه ذات يوم سوف أراجع حساباتي.. ثم أدركت أن الناس ليست مختلفة، بل كلام العابر ليس مجرد كلام، بينما هو حقيقة لا يدركها إلا من عاشها.. التضحية دم يهدر لعدو لبس قناع الحب والعطف.. وما التضحية إلا صدفة سبقت الخيبة حيث إن الخيبات الكبرى تأتي دوماً على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة، وهذا السجاد مطرز بخيوط التضحية.. لا أعلم أي لعنة تحل على هذا الشخص الذي نضحي من أجله لكي يوجه سهامه على قلوبنا.. هل لأنه يملك حرية التصرف تجاهنا، أم نحن من جعلناه يقوى ساعده في أن تكون طعنته جداً قاتلة لنا.. لا أعلم ما يدور حولي ولكن الذي أعلمه وأفهمه تماماً أن لكل شيء في الدنيا ثمناً، والتضحية في زمني ثمنها جداً غالٍ ومستفز للنفس.