الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الخامس والعشرين من نوفمبر من العام الحالي (2014) كان يومًا مهمًا في تاريخ شركة أبل وكثير من محبيها ومساهميها ومتابعيها. في هذه اللحظة التاريخية تجاوزت القيمة السوقية لشركة أبل حاجز 700 مليار دولار في بورصة ناسداك الأمريكية للأوراق المالية «السوق الأضخم في أمريكا والمكون أغلبه من شركات تقنية» لأول مرة في تاريخها لتقوي تربعها على صدارة الشركات الأعلى قيمة وتوسع الفارق بينها وبين وصيفاتها لما يزيد عن 300 مليار دولار. لكن ماذا بعد ذلك، هل «أبل» قادرة على تخطي حاجز التريليون دولار؟ هل تم تخطي هذا الرقم بالسابق؟ هل أحد قادرعلى سبقها؟ حاجز التريليون دولار تم التغني به كثيرًا في نهاية التسعينيات الميلادية من القرن المنصرم. توقع بعض المحللين وصول شركة مايكروسوفت للخانة الثالثة عشرة قبل بداية القرن الجديد (بناء على تخطي مايكروسوفت مبلغ 618 مليار دولار في 1999). لكن انفجار فقاعة الإنترنت وإفلاس كثير من الشركات التقنية حول العالم، أرجع القيمة السوقية للشركات التقنية الكبيرة للخانة الحادية عشرة (تحت 100 مليار دولار). عاد العالم ليتحدث عن قدرة الأسواق المالية ممثلة بشركاتها الأقوى في تخطي حاجز التريليون عندما تم طرح أسهم شركة بيتروشاينا الصينية في سوق شانغهاي للأوراق المالية في نوفمبر من العام 2007م. استطاعت شركة الغاز الصينية التي تقع في مقاطعة دونق شونق في العاصمة بكين من مضاعفة قيمة أسهمها لمرة ونصف من سعر الطرح الأولي لتصل قيمة الشركة السوقية لتريليون وخمسة ملايين دولار. شركة بيتروشاينا التي يتم تداولها أيضًا في بورصة نيويورك وهونغ كونغ فقدت اليوم 3 أرباع تلك القيمة السوقية وتتراوح قيمتها بين 200 - 300 مليار دولار. شركة أبل تمكنت بهذا الرقم (700 مليار دولار) من تسجيل رقم تاريخي جديد غير مسبوق بتاريخ الشركات الأمريكية وأعادت للأذهان نموها الرهيب في أواخر 2012 ووصلوها لرقم (620 مليار دولار) التي استطاعت به كسر رقم «مايكروسوفت» التاريخي بوصولها 618 مليار دولار كقيمة سوقية في عام 1999. لكن بعد حساب معدل التضخم الحالي يرتفع رقم «مايكروسوفت» التاريخي ليصل 876 مليار دولار. هذا يؤكد قدرة إحدى الشركات التقنية بتجاوز حاجز التريليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة. لكن هل تكون أبل أم غيرها؟ توقعات المحللين اتجهت مؤخرًا لتأكيد قدرة «أبل» على الوصول للخانة الثالثة عشرة لكن أيضًا تنبأت بفرصة شركة أخرى على تجاوز «أبل» لذلك الشرف العظيم. الغريب أن تلك الشركة لا تتجاوز حاليا نصف قيمة «أبل» السوقية ولكن البعض يتوقع وصول هذه الشركة لحاجز التريليون دولار قبل «أبل» ويأكدون على قدرتها في تثبيت أقدامها هناك وليس مجرد لمس الخانة 13. من تكون هذه الشركة؟ أنها «جوجل». تضاعفت قيمة أسهم شركة أبل بنسبة 100 في المئة بخلال التسعة أشهر الأخيرة. أسلحة «أبل» في استمرار هذا النمو الرهيب والتحليق لحاجز التريليون تتجسد في مواصلة المبيعات القياسية للآيفون الذي يشكل أكثر من نصف عوائد الشركة وأيضًا تطمح «أبل» في نجاح مشروعها بالدفع عبر الهاتف «أبل باي» أخيرًا إطلاق ساعتها الذكية «أبل ووتش». يمكن أن تتسبب هذه العوامل في وصول «أبل» للرقم التريليوني لكن هل «أبل» قادرة على الاستمرار هناك؟ ربما لا وهنا تظهر قيمة «جوجل». شركة أبل تعتمد بشكل كلي على مبيعات الآيفون، ماذا سيحصل لو انخفضت نسبة المبيعات أو حتى انخفضت نسبة النمو الفصلية؟ كارثة. كارثة قادرة على الإطاحة بشركة أبل من عرش الشركات الأكثر قيمة في العالم وهذا وارد جدًا، فالآيفون لا يمكن أن يستمر بهذه المبيعات الخرافية خاصة بعد المنافسة الشرسة التي تجدها شركة أبل من الشركات الصينية. وبما أن «جوجل» لا تعتمد على منتج واحد في عوائدها، وبما أنها لا تبيع عتادا أو أجهزة يمكن أن يملها الناس، وبما أنها لا تواجه أي منافسة تذكر في منتجها الأقوى «محرك البحث»، ستكون «جوجل» الشركة الأعلى قيمة في العالم قريبًا وبلا منافس. حاجز التريليون دولار حاجز مخيف بالنسبة للشركات الأمريكية والعالمية ومن الصعب جدًا تجاوزه ومن الأصعب البقاء طويلاً بقربه (لكن ليس بالسعودية، هل تعلم أن إحدى الشركات السعودية تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 7 تريليونات دولار؟ «التفاصيل بمقال قادم». لا خلاف أن تجاوز «أبل» لحاجز التريليون ليس إلا مسألة وقت لا أكثر، لكن هل تستمر قيمتها السوقية فوق التريليون؟ هل ستسبقها «جوجل»؟ من يستطيع تثبيت أقدامه فوق التريليون؟ عام 2017 فقط قادر على إجابة هذه الأسئلة.