كشف مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» عن وجود تواطؤ في بعض عقود التوظيف بين العاملين وأصحاب الشركات والمؤسسات وأدان إبراهيم المعيقل مثل هذه التصرفات التي يرى أنها تمثل تجاوزًا لأنظمة العمل بالمملكة وقال ل»الجزيرة»: إن التواطؤ يكون في العقود بحيث لا يتم تسليم الموظف ما يتم تقييده فعليًا من رواتب في العقود المبرمة بين الطرفين أو خصم مبلغ الدعم من راتب الموظف الأساسي ما يعني بقاء راتب الموظف على ما عليه قبل الدعم نافيًا في الوقت نفسه أن يكون هذا التواطؤ بهدف السعودة الوهمية. ودافع المعيقل على هامش حفل تدشين دروب أمس الأول عن أنظمة وزارة العمل التي من شأنها أن تحمي الموظف بحيث لا يجوز نظامًا أن يدعم الصندوق إلا من كان إجمالي أجره الشهري 3000 ريال فأكثر ودعا العاملين في القطاع الخاص من الشباب إلى عدم التفريط في حقوقهم المادية التي يضمنها لهم النظام بحيث اشترط ألا يقدم دعم «هدف» إلا لمن كان يتقاضى3000 ريال فأكثر وشدد على أهمية عدم التوقيع على عقود تبخسهم حقوقهم المادية، داعيًا من يتعرض لهذا الأمر إلى ضرورة فضح وكشف الشركات التي تتلاعب بالأنظمة وتستغل ثغراتها والتكاتف مع وزارة العمل في هذا الصدد بحيث يقدم شكوى رسمية إلى الوزارة. وبيّن المعيقل أن التواطؤ بين الشركات والموظفين لا يخدم طالبي العمل مؤكدًا أن سوق العمل لا يزال به وظائف تبحث عمن يشغلها ولا نجدهم وفي المقابل نجد من يقبل بهذا التواطؤ المجحف له. وأطلق وزير العمل أمس الأول برنامج «دروب» المبادرة الوطنية لتأهيل الشباب السعودي للدخول إلى سوق العمل وفقًا لاحتياجات ومتطلبات السوق. وأوضح الوزير أن المبادرة تهدف إلى توفير إمكانات طالبي العمل وتحسين مهاراتهم للحصول على شهادات احترافية تزيد من حصولهم على فرص العمل، والتعرف على رغبات أصحاب العمل وتوفير هذه المهارات الإضافية سواء لخريجي الثانوية العامة أو الجامعات أو أي صاحب مهارة يريد تحسين دخله، مشيرًا إلى أن المبادرة تتميز بعده مزايا إذ إن هذه الشهادات تتطلب الاحتراف في التعلم الإلكتروني الذي لا يتطلب الحضور لطالب التدريب، وفي نفس الوقت تتطلب منه الحضور لمواقع العمل ويقوم بالتدريب خلالها على رأس العمل. وأضاف: بهذين المكونين يحصل المتدرب على شهادات احترافية إضافية، لافتًا النظر إلى أن عدد المتدربين وصل حاليا إلى 10 آلاف متدرب، وبلغ عدد الشركات 26 شركة، منوهًا إلى أن «دروب» يحرص على أن يكون مساندًا لأصحاب العمل من جهة، والباحثين عن العمل من جهة في معالجة المشكلة الأساسية لحل عدم توفر الإمكانات لطالبي العمل، كما يشارك الشركات في توفير هذه البرامج لدى طالبي العمل لتقديم أفضل الإمكانات. بدوره أكد مدير عام «هدف» أهمية برنامج «دروب» كجسر يربط الشباب السعودي بسوق العمل، ويساعد الطلاب، والباحثين عن العمل، والشركات وأصحاب العمل، من خلال دوره في الوفاء باحتياجات هذه الأطراف، حيث يوفر البرنامج فرصة التدريب والشهادات المعتمدة والوظائف لإحداث نقلة نوعية وقفزة كبرى في توظيف الشباب، ودعم توجهات الدولة الهادفة إلى توطين الوظائف، وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين. وقال آل معيقل إن «دروب» يأتي انطلاقًا من الحرص على الاستماع لمتطلبات القطاع الخاص لامداده بكوادر وطنية مؤهلة بالمهارات التي يتطلبها وفي التخصصات التي يحتاجها، ومن منطلق المشاركة القوية بين منظومة العمل ومنشآت القطاع الخاص المنتجة، ولذلك قام صندوق تنمية الموارد البشرية بتصميم وتنفيذ أولى لبنات هذا المشروع الوطني، متطلعين إلى أن يحقق تطلعات شركائنا في القطاع الخاص وأن يسهم في إمدادهم بالكوادر التي يتطلعون إليها. من جانبه أوضح رئيس شركة تكامل القابضة الدكتور خالد الغنيم أن «دروب» يقدم ثلاثة محاور أساسية؛ تبدأ أولاً «بالتدريب الإلكتروني» ويشتمل على دورات تدريبية إلكترونية مختارة بعناية لمواكبة احتياجات ومتطلبات سوق العمل، ويتم تقديمها بمهنية عالية واحتراف بالتعاون مع كبرى الجامعات العريقة في العالم، ونخبة من أفضل خبراء ومطوري البرامج التعليمية والتدريبية. وتتضمن المهارات الوظيفية الأساسية مثل اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، وفنون التواصل الوظيفي، إضافة إلى دورات خاصة بوظائف محددة مثل مساعد المبيعات، والاستقبال، والدعم الفني. ويركز المحور الثاني على «التدريب على رأس العمل» ويتيح للمستفيد فرصة التدريب العملي في إحدى الشركات الوطنية التي تم الاتفاق معها وفق برنامج شراكات متطور لخوض المستفيد تجربة عملية على أرض الواقع في الوظيفة بأسلوب احترافي مقنن، ضمن بيئات عمل منتقاة بعناية، فيما يتناول المحور الثالث «الشهادات المعتمدة والمعترف بها من كبرى الشركات في المملكة» والتي تؤكد جاهزية المستفيد للعمل، وتثبت قدراته العملية، وتعطيه الأولوية في التوظيف.