الصمت إزاء الإساءات.. سياسة هلالية وتوجُّه سار عليه الهلاليون منذ الأزل تجاه كل ما يحاك ضد ناديهم. توجُّه سنَّه الهلاليون الأوائل، ومضى على هذا النهج كل من تولى رئاسة هذا النادي الكبير حتى يومنا هذا. وقد تحدثت سابقاً مع كبار الهلاليين حول هذا الأمر، ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - وسمو الأمير بندر بن محمد رئيس هيئة أعضاء الشرف والأب الروحي للهلاليين هذه الآونة، وكانت ردودهم واحدة: «لقد دأبنا في نادي الهلال أن نعمل ونمضي في تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات لنادينا، ونترك الضجيج والثرثرة للآخرين دون أن نلتفت لهم». وكما أسلفت، سار البقية على هذا النهج بمثالية غير عادية حتى هذا اليوم، وإن كان الأمير الراحل عبدالله بن سعد قد اختلف وحاد نسبياً عن هذا التوجه حينما كان رئيساً للهلال آنذاك.. هذه السياسة وهذا التوجه قد يكون مقبولاً في زمن سابق، وله ما يبرره ذلك الوقت، أما في الوقت الراهن فقد أصبح هاجساً مؤرقاً لكل الهلاليين؛ فقد بلغ التطاول على هذا النادي الكبير في الآونة الأخيرة حدًّا لا يطاق، وأصبح الهلال ولاعبوه كالجدار القصير للنطيحة والمتردية في ظل صمت عجيب من أصحاب القرار وأصحاب الشأن في النادي.. وقد بلغ الأمر من السوء ما لم يقبله لا منطق ولا عقل.. وإلا فكيف بناد يقدم نخبة من نجومه لمنتخب الوطن، ولا يتردد في ذلك، ولم يتأخر لاعبوه عن تلبية هذا النداء، ثم يأتي من ينال منهم ومن ناديهم لمجرد أنهم ارتدوا شعار الوطن، وكأن هذا المنتخب لا يمثله سواهم ولا يضم عدداً مماثلاً من أحد الأندية الأخرى؟ والعجيب في الأمر أن اتحاد كرة القدم ملتزم الصمت، وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب أو بعيد؛ إذ كان حرياً بالاتحاد أن يصدر بياناً يرد ويدحض الافتراءات والخزعبلات التي يبثها ويروج لها من ابتُلينا بهم عبر الفضائيات، وبالأخص قناتنا الرسمية (!!!)، ولكن يبدو أن حال اتحاد كرة القدم ميئوس منه في ظل المشاكل التي هو غارق فيها؛ لذا كان حرياً بإدارة نادي الهلال أن تتصدى لذلك، وتدحض هذه الادعاءات، بل تفخر بوجود نخبة من أبناء الهلال في خدمة الوطن، وأن ذلك مدعاة للاعتزاز، وإن كان هذا ليس بغريب على نادي الهلال الذي يمد منتخبات المملكة بخيرة اللاعبين منذ سنين طويلة، ولن يتوانى النادي ولاعبوه عن خدمة الوطن متى ما استدعى الأمر ذلك.. لا أن يكون هذا الأمر محل تندر وسخرية وتشكيك من قِبل المتوترين الذينوثوا أفكار الأجيال الجديدة بآراء وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهم من قاد حملة (لا للوطنية) حينما كان نادي الهلال يمثلنا خارجياً، وقد شاهدنا ثمارها في دورة الخليج حينما حمل (البعض) شعارات ناديهم مع شعارات المنتخبات التي لعبت ضدنا، وهذا نتاج طبيعي لتوجُّه قاده أصحاب ذلك الفكر المهترئ..! إنَّ سياسة الصمت إزاء الإساءات التي دأب (البعض) أن يوجهها للهلال والنيل من أبناء النادي يفترض بل يجب أن تتغير؛ فالزمن لم يعد ذلك الزمن، والأساليب باتت مختلفة، وأصبحت أكثر وصولاً وتأثيراً ووقعاً لدى المنتسبين للمجتمع الرياضي صغاراً كانوا أم كباراً. أُدرك تماماً، وعلى يقين تام، أن الهلاليين لا يجيدون سياسة الضجيج ولا العويل كما يجيدها (البعض)، ولا أريدهم كذلك، ولكن كان حرياً بهم أن يتصدوا للإساءات التي تطول ناديهم ولاعبيهم، وأن يكونوا حازمين في هذا الأمر؛ فالصمت أصبح ضعفاً في هذا الزمان الذي تصدره المحتقنون والمتوترون، وسيكون لهذا الوضع انعكاسات سلبية على اللاعبين مستقبلاً في ظل الانفتاح الإعلامي وبمختلف الوسائل. وعلى اتحاد كرة القدم أن يتصدى لمن يُسقط على الأندية التي تمد المنتخبات باللاعبين؛ فهذا الأمر جد خطير؛ كي لا يأتي اليوم الذي قد تتعمد فيه الأندية، أو حتى اللاعبون، لخلق أية أعذار حتى تبعد لاعبيها عن مثل هذه الأجواء المشحونة والسيئة. ويجب أن يعرَّى أصحاب هذا الفكر المتخلف، وأن يتم التصدي لهم ولأتباعهم، وأن يقال لهم: كفوا أذاكم.. إلى هنا ويكفي..! إلى من يهمه الأمر!!! لدينا لاعبون متميزون.. بل لدينا مواهب؛ فالكرة السعودية ما زالت ولاّدة، وما زالت قادرة على المنافسة؛ والدليل: ها هو الهلال كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب القارة لولا سوء التحكيم، وها هو منتخبنا أيضاً كان قريباً من تحقيق كأس دورة الخليج، وكان الأجدر بتحقيقها؛ فمنتخبنا كان - ولا يزال - الأفضل عناصرياً.. فيا رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم الحالي والقادم: استثمروا هذه المواهب.. كونوا منظمين، خططوا بشكل صحيح.. أحضروا مدرباً مرموقاً يناسبنا.. ولكن قبل هذا كله.. يا من يهمه الأمر: نريد اتحاداً لكرة القدم يضم أكفأ الرجال وأقدرهم على حمل الأمانة والمسؤولية، وأن يكونوا مؤهلين تماماً لتولي هذه المهمة، من الرئيس حتى آخر عضو فيه..! على عَجَل o الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منح فريق سيدني جائزة أفضل فريق آسيوي لعام 2014، بالرغم من قراره القاضي بإيقاف الحكم الياباني نيشيمورا ستة أشهر بعد أن ظلم نادي الهلال في نهائي القارة.. هذا القرار اعتراف ضمني بأن البطولة سُلبت من الهلال.. لذا كان حرياً بالاتحاد القاري أن يمنح لقب أفضل فريق للهلال؛ لأنه ظُلم، ولأنه الأفضل فعلاً، وشتان بين مستوى الهلال ومستوى الفريق الأسترالي..! o ونحن نشاهد جوائز الاتحاد الآسيوي تتوزع هنا وهناك على الاتحادات القارية ومنسوبيها، في الحفل الذي أقيم أمس الأول بالفلبين، جاء ناصر الشمراني ليحفظ لنا ماء الوجه حينما نال جائزة أفضل لاعب آسيوي للعام الحالي، وقد أعاد لنا الأمل من جديد بمستقبل كروي سعودي، لعله يكون أفضل حضوراً مما نحن فيه الآن إن تبدَّلت الحال وعملنا من أجل ذلك بتجرد تام، بعيداً عن المحسوبيات والعشوائية بالتخطيط والتفكير..! o أثناء مشاهدتي لحفل الاتحاد الآسيوي والجوائز التي ذهبت للعديد من الاتحادات الوطنية القارية شعرت بالغيرة والحسرة على اتحادنا المحلي، وتساءلت: لماذا نغيب عن مثل هذه الجوائز؟ ولا أدري ما هو شعور منسوبي اتحادنا الموقر تلك اللحظات..؟! o متى نحصل على الجائزة الماسية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي نالتها اليابان نظير التطوير والنقلة الكبيرة التي شهدتها كرة القدم اليابانية..؟! o هنيئاً للاعبنا المميز ناصر الشمراني جائزة التميز التي نالها بجدارة، وهنيئاً لنا ولمحبيه.. وأولاً وأخيراً هنيئا للوطن هذا الإنجاز. o منتهى الدلال بنظرهم أن يلعب الهلال ست مباريات في ثلاثة وعشرين يوماً.. اجعلوها في اثني عشر يوماً، ولعلهم يرضون..! o مؤلم جداً أن يظل معلق كبير وعملاق بحجم خالد الحربان «عاطلاً» ومُبعداً عن التعليق، فيما هناك معلقون أقل منه كفاءة وبكثير موجودون في الفضائيات، وقد أزعجونا بضجيجهم.. لك الله أبا يوسف..! o مصيبة (البعض) أنهم استمرؤوا (الوقاحة)، ويوهمون غيرهم من البسطاء والسذج أنها منتهى الصراحة والوضوح والشفافية، ويتباهون بذلك، بينما هي في واقع الأمر سلوك مشين للغاية، وتنم عن سوء تربية..!